(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

العماليق قبائل بدوية كانت تقيم في النقب (الجنوب) على أطراف الصحراء. بحسب تك 36 : 12 ، 16 ، هم من نسل عيسو الذي باع حق البكورية لأخيه يعقوب بطبخة عدس (تك 25 ك 29 – 34) وسلبه أخوه البركة الأبوية (تك 27). صار العماليق رمزًا لأعداء الله في العهد القديم (آ 16 ؛ 1صم 15 : 1– 3). يبرز اسم يشوع لأول مرة، وسيصبح خادم موسى (24 : 13 ؛ 33 : 11) وخليفته (تث 1: 38) وسيقود الشعب في دخوله إلى كنعان (يش 1: 5). المشهد مشهد حرب، لكن المعنى مشهد صلاة: عصا موسى (قوة الله) حاضرة؛ عندما يكون موسى رافعًا يديه (في وضع التضرع إلى الله) ينتصر الشعب، وعندما يخفضهما ينكسر؛ أخيرًا هرون وحور ثبتا يديه مرتفعين فحظي الشعب بانتصار نهائي. بنى موسى مذبحًا لعبادة الله ودعاه "الرب رايتي" أي الرب في المقدمة. وعد الرب بأنه سيكون مع شعبه طالما هم يخوضون المواجهة مع أعدائه.

تأمل في النص

سبق وقلنا إن حياة البرية هي حياة قاسية، وهنا نرى أنها حياة مواجهة مع أعداء الله. المؤمنون في حرب روحية دائمة، وكلما زاد تكريسهم للرب اشتدت الحرب عليهم. يقدم لنا بولس في أف 6: 10 – 20 مشهد الحرب الروحية التي يخوضها المؤمنون: نحن لا نخوض حربًا مادية ضد جنود منظورين، بل حربًا روحية ضد قوى روحية غير منظورة، هي العالم المناهض لعمل الله؛ لذلك علينا أن نتسلح بأسلحة روحية: الحق والاستقامة وإنجيل السلام، والإيمان، والخلاص، والكلمة، وفوقها كلها الصلاة. ليست الصلاة مجرد كلام نردده، بل هي موقف أمام الله نقول فيه لله: "لتكن إرادتك"؛ هي حياة الفضيلة التي نعيشها، ومحبة الله التي ننشرها وإنجيل السلام الذي نبشر به. عندما نتبنى هذا الموقف أمام الله، وهذا النمط من الحياة، يكون الله معنا في كل مواجهاتنا، وسنحقق وإياه النصر المبين على كل القوى الروحية التي تعيق مسيرتنا نحو الله والحياة الأبدية.

الفكرة الرئيسة

يخوض المؤمن مواجهاته ضد كل القوى الروحية المعادية لله بالصلاة؛ الصلاة موقف القبول بإرادة الله وحياة المحبة والسلام.

صلاة

إلهي! ذَكِّرني بأنك معي في مواجهاتي الروحية، وسأحقق معك الانتصار.

خذ قرارًا لهذا اليوم