(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

لعب موسى دور القائد والكاهن والنبي والقاضي في وسط شعبه. كان يقودهم في الطريق، ويقدمهم إلى الله، وينقل كلمة الله لهم، ويحل نزاعاتهم. رأى يثرون أن موسى لن يتمكن من الاستمرار في حمل هذه المسؤوليات كلها، فاقترح عليه إقامة مساعدين له، وتفويضهم ببعض مهامه ذات الطابع المدني، والاحتفاظ بمهمة الإرشاد الديني بتعليم الشعب شريعة الله، وحل القضايا الكبيرة. رأى موسى أن نظرة حميِّه صائبة، فأخذ بها وطبقها.

تأمل في النص

كان موسى يعرّف الشعب إرادة الله، ويقضي له بالعدل محاولًا إجراء الصلح وحل الخلافات بين المتخاصمين. يا لها من مسؤولية كبيرة! فقرارات الناس الشخصية، وتحولاتهم في الحياة تعتمد على تعليمه وإرشاده. كم كان عليه أن يخرج من ذاته، ويعرف طرق الله بتدقيق، ويتأكد من أن مشورته تصدر عن الله في كلمته وشريعته وليس بحسب استحسانه البشري. مسؤولية القائد الذي يقوم بهذه المهمة كبيرة وخطيرة، فأي خطأ يؤثر سلبًا في حياة الناس.

موسى، هذا القائد العظيم، كان مستعدًا أن يتعلم من حميّه. إنها سمة التواضع التي يجب أن يتحلى بها كل قائد مهما علا شأنه، ويكون مستعدًا أن يتعلم من غيره، ويطبق ما تعلمه. 

تعلّم موسى من حميِّه فن عمل الفريق، ما أراحه في مهمته، ووفّر للآخرين فرصة المشاركة، وأمّن نوعية عمل رفيعة. و هذا كله حمل فائدة كبيرة إلى الشعب.

الفكرة الرئيسة

إنه لفي غاية الأهمية أن خطورة خدمة إرشاد الآخرين وتعليمهم طرق الله، وأن نبقى قابلين للتعلُّم من الآخرين، ومستعدين للتخلي عن بعض مسؤولياتنا وإشراك الآخرين بالعمل. ما يعود بالفائدة الكبرى على الخدمة ومن نخدمهم.

صلاة

إلهي ساعدني لأعي خطورة التعليم، وأحطني حكمة لإشراك الآخرين في خدمتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم