ابيجايل

كيف تتعامل مع الأشخاص المتقلبي المزاج، او مع الغضوبين، أو الحمقى؟

أي انسان يعرفني يعرف انني لا اتحمل الحماقة. فغالبا، ما أبتعد عن هؤلاء الناس... وأظل بعيداً.

لكن ماذا لو لم نتمكن من الابتعاد؟ ماذا لو هؤلاء الأشخاص نتعامل معهم في اعمالنا أو نعيش معهم؟ ماذا لو كان فرد من افراد العائلة أو شخص مجبر على ان تتعامل معه كثيراً... ماذا يحدث؟

هناك قصة في الكتاب المقدس تحكي عن أمرأه كانت تواجه الحماقة كل يوم. كانت متزوجه من شخص اسمه نابال، ومعنى اسمه حرفياً الأحمق.

هذه المرأة اسمها ابيجايل ونجد قصتها مدونه في سفر صموئيل الأول اصحاح 25.

كان داود يرتحل هروباً من الملك شاول، فأنتهي به الى حيث كان يوفر الحماية لرعاة اثناء جزهم صوف أغنام رجل غني أحمق، نابال. وكنوع من المساعدة، طلب داود منه طعام له ولرجاله.

رفض نابال طلب داود بوقاحة.. غضب دواد ولانه كان جائعاً ايضاً. فأقسم في غضبه أن يقتل نابال وكل من في بيته.

علمت ابيجايل بخطة داود تجاه عائلتها. فسارعت بجمع طعام، وقابلت داود في الطريق، وتوسلت اليه كي يرحمها.

خلال توسلها، ذَكَرت داود بكفة المقلاع. لا شيء يعلو على الطعام والإنجازات السابقة ليرضي غرور الرجل! ثم اخذت تتحدث عن مستقبله وتترجاه أن لا يضيع وقته في سفك دماء بلا داعي.

النتيجة استمع لها داود وتراجع.

بعد هذه الأحداث بفترة وجيزة، مات نابال، فطلب داود من ابيجايل أن تكون زوجته. لم تعد ابيجايل زوجة نابال الأحمق، أصبحت زوجة داود ـ ملك إسرائيل في المستقبل.

مغزى هذه القصة بسيط. لقد ادركت ابيجايل مكانتها المؤثرة. فغيرت في المحيطين بها بدلاً من أن يغيروها هم.

ظلت ثابتة على موقفها. لم تكن تشكو من نصيبها في الحياة. فكونها كانت متزوجه لهذا الشخص نابال لم يكن امراً سهلاً. يصف الكتاب المقدس ابيجايل أنها كانت جميلة الصورة وجيدة الفهم، واستمرت هكذا، لم تتراجع قط، وانقذت حياة الكثيرين.

مهما كان (أو مهما يكن) ما تواجهه اليوم، ادعو الله أن تعرف مكانتك المؤثرة... فبدلاً من أن تدع الآخرين يسحبونك الى الأسفل، ارفعهم أنت الى أعلى.

مثل ابيجايل، الرب قادر ان يستخدمك لتغير وحتى تنقذ حياة من حولك.

~ بينو