اختاري تميزكعينة

قبول الذات ( أن تحبِ نفسك كما أنتِ )

كل امرأة تختلف عن الأخرى في مدى قبولها لذاتها… هناك من تشعر بالرضا والسلام الداخلي، فتعيش بتلقائية دون تصنع، وتعبّر عن رأيها بثقة دون أن تخضعه لإرضاء الآخرين. وهناك من تعيش شعور الاغتراب، غير متصالحة مع نفسها، فتبحث دائمًا عن قبول من الخارج بدلًا من أن تمنحه لنفسها.

قبول الذات لا يعني أن نتجاهل العيوب أو نتوقف عن النمو، بل أن نتعامل مع أنفسنا بحب وصدق، مع الاعتراف بكل ما فينا: قوتنا وضعفنا، نجاحاتنا وأخطائنا.

لماذا نقسوا على أنفسنا أحيانًا؟

لأننا اعتدنا أن نكون لأنفسنا ناقدًا قاسيًا بدلًا من أن نكون صديقًا داعمًا. أحيانًا السبب هو جروح الطفولة، أو رسائل المجتمع التي تهمس لنا: "أنتِ لستِ كافية". لكن هذا الصوت يمكن تغييره!

إستير الملكة. مثال امرأة قبلت ذاتها

إستير كانت فتاة يتيمة، من شعب مُستعبد، وفي أرض غريبة. ورغم ذلك، لم تدع ماضيها أو ظروفها تحبسها في صورة الضعف.حين دخلت قصر الملك، لم تتصنع أو تتظاهر بأنها شخص آخر، بل بقيت على طبيعتها، حتى يقول الكتاب عنها:

"وَكَانَتْ أَسْتِيرُ مَحْبُوبَةً فِي عَيْنَيْ كُلِّ مَنْ رَآهَا" (أستير 2: 15) AVD

وفي لحظة الخطر، حين طُلب منها أن تتشفع لشعبها، لم تهرب من خوفها أو تشعر بعدم الكفاءة، بل قبلت دورها ومسؤوليتها وقالت بشجاعة:

"وَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ" (أستير 4: 16) AVD

لقد قبلت نفسها كما هي، بضعفها وقوتها، وخوفها وإيمانها، لكنها لم تسمح للخوف أن يمنعها من تحقيق دعوتها.

خطوات عملية لقبول الذات:

توقفي عن المقارنة: حياتكِ ليست سباقًا مع أحد.

تحدثي مع نفسك بلطف: عاملي نفسك كما تعاملين صديقة عزيزة تمر بوقت صعب.

تسامحي مع الماضي: ما حدث لا يحدد من أنتِ الآن.

احتفي بإنجازاتك الصغيرة: كل خطوة للأمام تستحق التقدير.

فحين تقبلين نفسك كما أنتِ،تفتحين الباب أمام الله ليُظهر أجمل ما وضعه فيكِ، وتعيشين الحرية التي خُلقتِ من أجلها.

بقلم

سيرا شكرى