اكتفاء الروح: سر الشبع والراحة في أحضان اللهعينة

السير بالروح: مصدر الشبع الدائم

في حياتنا المسيحية، غالبًا ما نسعى لتحقيق الشبع بطرق متعددة، ولكن سر الشبع الحقيقي يكمن في السير بالروح القدس، والعمل بحسب توجيهاته في حياتنا اليومية. في غلاطية 5: 16، يحثنا بولس الرسول على السلوك بالروح كي لا نكمّل شهوة الجسد. هذه الكلمات ترينا أن هناك صراعًا دائمًا بين الروح والجسد، وأن السير بالروح هو السبيل الوحيد للتغلب على هذا الصراع.
عندما نسير بالروح، نسمح للروح القدس بأن يقود خطواتنا، ويوجه أفكارنا، ويسيطر على عواطفنا. في هذه الحالة، نختبر الحرية الحقيقية، ونعيش الحياة بحسب مقاصد الله الصالحة لنا. أما عندما نترك الجسد يقودنا، فإننا نسقط في الشهوات والخطايا التي تسبب لنا الحزن والفراغ الروحي. ويشرح رومية 8: 5-6، "فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام". عندما نهتم بالروح فإننا ننال حياة وفيرة.
عندما نملأ أذهاننا بالإيمان وبأفكار ترضي الله، ونتغلب على الشهوات، فإننا نتخطى الحواجز التي تعيق وصول النعمة. قد يكون السير بالروح تحديًا صعبًا في كثير من الأحيان، ولكنه السبيل الوحيد للشبع الحقيقي، والذي لا يتوقف عند ظروف الحياة المادية، بل هو مستمر ودائم. ويدعونا بولس في أفسس 5 أن نمتلئ بالروح القدس وهذه دعوة لكل مؤمن يسعى للارتباط بالله وبكلمته.
دعونا نفسح المجال للروح القدس ليملأ حياتنا، ويقود خطواتنا، ويمنحنا الشبع الدائم الذي لا يمكن أن نجده في مكان آخر. فالسير بالروح هو دليلنا لحياة أفضل. فليكن الروح القدس مصدر فرحنا وامتلاء حياتنا، في كل حين.

صلاة

يا رب، يا من وهبتنا روحك القدوس، نشكرك لأنه يقودنا إلى حياة القداسة. ساعدنا أن نسلك بالروح، وأن لا نتبع شهوات الجسد الفانية. املأنا بروحك القدوس، حتى نختبر الحياة والملء الذي وعدت به. آمين.