اكتفاء الروح: سر الشبع والراحة في أحضان اللهعينة

وهم الاكتفاء الزائف: تحرير القلب من الأوثان

كثيرًا ما نقع في وهم الاكتفاء الزائف، حيث نسعى لملء قلوبنا بالأمور الدنيوية التي تعدنا بالسعادة والشبع، ولكن سرعان ما نكتشف أن هذه الأمور زائفة ولا يمكنها أن تحقق لنا الامتلاء الحقيقي. يصف لنا سفر الجامعة 2: 1-11 هذه التجربة بوضوح، حيث حاول سليمان الحكيم أن يجد الشبع في المتع الحسية، والماديات، والسلطة، ولكنه خلص في النهاية إلى أن كل شيء باطل وقبض الريح.
هذا يوضح لنا أن البحث عن الشبع في الأمور الدنيوية هو مجرد مضيعة للوقت والجهد، وأن هذه الأمور لا تملك القدرة على أن تشبع أعماق الروح. قد تغرينا هذه الأوثان الزائفة وتعدنا بالفرح والسعادة، ولكن سرعان ما نكتشف أنها خاوية وفارغة، ولا يمكنها أن تملأ الفراغ الموجود في قلوبنا. في الواقع هي أشبه بماء مالح يزداد ظمأ الروح عندما تشربه.
وفي إرميا 2: 13، نقرأ كلمات الله: "لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً." هذه الآية تعبر عن حالتنا عندما نلجأ إلى الأوثان الزائفة، ونترك الله الذي هو ينبوع الماء الحي. نحن ننقر لأنفسنا آبارًا مشققة لا تضبط الماء، ونظن أنها ستروي ظمأنا، ولكن سرعان ما نكتشف أنها خالية وجافة.
يجب علينا أن نحرر قلوبنا من هذه الأوثان الزائفة، وأن نعود إلى الله الذي هو وحده مصدر الشبع الحقيقي. في كولوسي 3: 5، يدعونا بولس الرسول إلى إماتة أعضائنا التي على الأرض مثل الزنى، النجاسة، الهوى، الشهوة الرديئة، والطمع الذي هو عبادة الأوثان. هذه الكلمات توجهنا إلى أن التحرر من الأوثان يبدأ في القلب، بتنقية دواخلنا وتطهيرها من كل تعلق بالأمور الدنيوية الزائفة.

يجب أن نضع المسيح في المرتبة الأولى من قلوبنا ونبحث عن ملكوته في كل شيء نفعله فهو أعظم من الكل، وعندها فقط ستبدأ رحلة الشبع الحقيقي.

صلاة

يا رب، يا من أنت ينبوع الماء الحي، نشكرك لأنك تكشف لنا عن وهم الاكتفاء الزائف. ساعدنا أن نحرر قلوبنا من الأوثان التي تسرق فرحنا وشبعنا. املأنا بروحك القدوس حتى نتبعك بكل قلوبنا، وننال منك الشبع الحقيقي. آمين.