اكتفاء الروح: سر الشبع والراحة في أحضان اللهعينة

بداية البحث عن الشبع

تبدأ رحلة كل إنسان للبحث عن الشبع في أعماق الروح، في هذا الشوق الداخلي الذي يدفعنا إلى البحث عن شيء أكبر من ذواتنا. هذا الشوق هو صوت الله الذي ينادي قلوبنا، ويدعونا إلى اكتشاف حضوره الذي يشبع كل جوانب حياتنا. يصف لنا المزمور 42: 1-2 هذا الشوق العميق بقوله: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله ، إلى الإله الحي." فهذا الشوق ليس مجرد إحساس مؤقت، بل هو حاجة أساسية في أعماقنا، والتي لا يمكن أن تشبعها الأمور المادية أو الدنيوية.
عندما نعترف بهذا الشوق الروحي، نكون قد اتخذنا الخطوة الأولى نحو اكتشاف الشبع الحقيقي. هذا الاعتراف هو بمثابة فتح الباب الذي يسمح لنور الله بالدخول إلى حياتنا. هذا الشوق لا يمكن إخفاؤه أو تجاهله، بل هو مثل الظمأ الشديد الذي لا يرتوي إلا من مصدر الحياة الحقيقية. يشعر المؤمن بهذا الاشتياق في أعماقه، وهو دليل على أن الله حاضر ينادي عليه.
مزمور 63: 1 يوضح لنا أيضًا قوة هذا الشوق بقوله إنّ هذا الاشتياق ليس مجرد عاطفة عابرة بل هو دعوة للاستيقاظ الروحي، والبحث الجاد عن الله. عندما يكون الله محور حياتنا، عندها يصبح هذا الشوق دليلنا للبحث عن كنزه الدائم. إنَّ البحث عن الله يشبه البحث عن ماء الحياة.
وفي يوحنا 7: 37، يعلن يسوع: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب." هذه الكلمات هي دعوة مفتوحة للجميع، ليأتوا إلى المسيح الذي هو وحده قادر على إرواء عطشنا الروحي. هو مصدر الماء الحي الذي يروي كل جوانب الروح و يملؤها بالفرح والراحة. عندما نقبل هذه الدعوة ونتقدم إليه، نجد الشبع الحقيقي الذي نبحث عنه. فلنفتح قلوبنا لنداء الشوق، ولنبادر بالبحث عن مصدر حياتنا في الله.

صلاة

يا رب، يا من خلقت فينا شوقًا إليك، نشكرك لأنك تدعونا إلى حضرة رحمتك. نطلب منك أن تشبع قلوبنا بروحك القدوس، وأن تقودنا إلى اكتشاف الشبع الحقيقي الذي لا يجده المرء إلا فيك. ساعدنا أن نلبي هذا الشوق وأن نسعى إليك بكل قلوبنا. آمين.