يسوع يشفي رجلا أصما وأبكم.

الصم والبكم. يا له من مزيج حزين. كل ما حصلعليه هذا الرجل من صحبة لفترة طويلة هو صمتًا يَصُم الآذان، فلم يستطع التحدث ولا سماع ما كان يقال من حوله. لم يكن ليسمع الحشود الصاخبة من حوله في السوق، ولم يكن بإمكانه أن يتحدث عما يدور في ذهنه لأي شخص. تخيل أنك محاصر ومسجون داخل جسمك مع كل أفكارك؟ ولكن من الجيد أنه كان لديه من هم حوله وقد أحضروه إلى يسوع وتوسلوا إليه لشفاء صديقهم،فلم يكن ليسمع بمفرده عن يسوع أو حتى يسمع تعاليمه.

وضع يسوع أصابعه في أذني الرجل ثم لمس لسانه بعد البصق. ما يبدو غريبًا بعض الشيء وربما مقززًا، ولكن لم يكن الامر كذلك بالنسبة للخالق الذي كان يعمل على استعادة واسترداد انسانًا حاملًا صورته إلى التصميم الأصلي. من خلال اللمس كان يصحح الخطأ الذي حدث في جسد هذا الرجل. هذا دليل على أن يسوع لا يمانع في أن تتسخ يديه عندما يعمل علينا. لنكن صادقين مع أنفسنا - نحن في حالة من الفوضى. عندما نبدأ في العيش من أجل يسوع، فإن الروح القدس يبدأ في عمله. عليه أن يرشدنا من خلال التخلص من التعليم الخاطئ والتراجع عن الكثير من الأشياء التي اعتدنا عليها. ثم يبدأ في إجراء إعادة ضبط داخلي وإصلاح شامل. ويصل الروح القدس إلى كل شق في حياتنا، وما علينا الا الخضوع له - مهما كان ما سنمر به.

من خلقك ودعاك لا يخشى الدخول معك إلى الحفرة وإزالة كل ما أزعجك أو نجسك.

فهل تقف أمام الله مثل هذا الرجل وتخضع له كي يفعل معك ما يحلو له؟ في حضوره، الاسترداد مضمون، وطريقة الاسترداد–تأتي من بين يديه.