مختوم - الجزء الثالثعينة

اليوم الثاني: ختم الضمان

ينير نور الإنجيل أمام الناس. ومن خلال الإيمان، تنفتح أعينهم ليروه. يسمعون ويؤمنون بكلمة الحق ويُختَمون بالموهبة الفريدة للروح القدس.

هذا الختم بالروح ينتج طبيعة جديدة في الشخص الذي يُعلَن عنه ويُختم كابن أو ابنة لله. إنه وعد وتوقع معًا للميراث في المسيح.

وهذه العلامة دليل أقوى على الحياة الأبدية من مجرد امتلاك مواهب خارقة للطبيعة.

وكلما تمتعنا بختم الروح أكثر، كلما طُبِعت صورة الله ويقين كل وعوده على نفس الإنسان. هذا الختم لا معنى له في نظر العالم، لكنه هو القوة التي تمكّننا من فهم الأمور الروحية وتؤكد لنا أننا قد خلصنا.

حتى اليوم، لا تزال هناك أماكن يمكن للشخص الذي يرغب في شراء غرض ما، ولكنه لا يملك كامل الثمن، أن يترك عربوناً — دفعة أولى — لهذا المنتج. يُحجز الغرض المُشترى لفترة معينة حتى يعود المشتري لدفع بقية المبلغ وإكمال الصفقة.

الروح القدس هو عربون الله فينا. الله يعطينا تذوقاً مسبقاً للحياة القادمة بإعطائنا الروح القدس. وعندما نتسلم هذا العربون، نُفْرَز ونُحْجَز ولا يُسمح ببيعنا لأي جهة أخرى. إنه الضمان أن الله سيعود ليُكمل عملية الفداء.

تكلم بولس عن هذا العربون قائلاً: "إلى فداء المقتنى لمجده" (أفسس ١: ١٣-١٤). نحن ننتمي له بالفعل، ولكننا لم نتسلم بعد كامل الفداء — لا يزال الفداء الكامل آتياً.

"المستقبل العظيم مختوم لنا بالحاضر الصغير، وتجارب الحياة المسيحية اليوم، مهما كانت ناقصة أو غير مكتملة أو معيبة، فهي أفضل نبوة وأعظم ضمان لذلك الغد المجيد." — ماكلارين

ختم الروح القدس هو عربون ميراثنا وعلامة على اقتناء الله لنا.

• كم عدد المنافسين لمحبة الله في قلوبنا؟
• كم عدد الدوافع الأخرى التي تهيمن على حياتنا؟
• كم مرة نبتعد عن خضوعنا له ونحاول تأسيس مملكتنا الخاصة؟

"يريد المستقبليون تقدم البشرية. ويريد المتحولون تجاوز حدود البشرية. أما ما بعد البشر، فيسعون إلى تجاوز الإنسانية حتى على حساب فناء الإنسان." — جو آلن

هناك العديد من الأصوات التي تخطط لمستقبل البشرية وتعارض خطط الله. ولكن بالنسبة لأولئك الذين خُلّصوا، فإن ختم الروح القدس هو الضمان أن كل ما خطط له يسوع وقاله سيتحقق.

حتى الذين رقدوا في الرب ينتظرون بهذا الختم عربون فدائهم. فالمياه الغامرة والنيران العظيمة لا يمكنها أن تدمر هذا الختم المقتنى الذي ينتظر فداء الله.

صلاتي:

أيها الآب الأبدي، إن خطتك رائعة فوق إدراكي! أنت خالق كل خلية، وكل عضو، وكل جزء في كياني. لقد هرب أجدادي منك، ولكن برحمتك أضاء نور الإنجيل عليّ. انفتحت عيناي وآمنت بالحق. يسوع هو الرب، وقد أقامه الله من بين الأموات! وقد منحتني حياة جديدة، وختمتني بختمك — ختم الروح القدس. أيها الروح القدس، اطبع فيّ صورة يسوع أكثر فأكثر اليوم. أيها الروح القدس، زد رجائي وثقتي بكلمات يسوع ووعوده. باسم يسوع، آمين.