مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيعينة

~ شرح النص ~

مجدّدًا، هي سفينة آتية من الإسكندريّة، كانت أيضًا قد أمضت الشتاء في مالطا، هي التي ستنقل المسافرين إلى بوطيولي، المرفأ الذي يوصل إلى روما، رافعةً في مقدّمتها صورة الجوزاء، وتتضمّن التوأمين كاستور وبولّوكس، شفيعَي البحّارة. في بوطيولي وجد بولس ورفاقه إخوةً، كانوا مجموعة من المسيحيّين الذين لا يكلّف لوقا نفسه عناء تبيان أصلهم. ينطوي النصّ مرّةً أخرى على تسامح يوليوس قائد المئة المدهش، الذي كان على عجَلٍ من أمره للوصول إلى العاصمة، والذي سمح لسجنائه بتمضية أسبوع في هذه الجماعة.

ستنتهي الرحلة بَرًّا عبر طريق أَبّْيَا الشهيرة، إبتداءًا من ساحة أبيوس – وكانت لبولس مفاجأة سارّة برؤية نفسه موضوع ترحيب في هذه الساحة ومن ثمّ في الحوانيت الثلاثة من قِبَل إخوة آخَرين أتوا من المدينة لملاقاته، إذ كانوا قد أُبلِغوا بوصوله برسالةٍ من الإخوة الذين في بوطيولي.

يمكن هذه الملاحظة أن تفاجئ، لأنّ الرواية لم تُرنا أبدًا بولسَ فاقدًا للشجاعة، رغم كلّ المخاطر التي اجتازها منذ توقيفه، وحتّى قبل ذلك، لكنّ لوقا يوحي هنا بأنّه قد تكون للرسول بعض المخاوف بالنسبة إلى نوعيّة استقبال كنيسة روما له، وبأنّه قد تعزّى بهذه الخطوة الأخويّة والودّيّة. نعلم أيضًا أنّه، عندما كان يعلن لهذه الكنسية، التي لم يكن قد أسّسها بنفسه، عن تصميمه على زيارتها، كان قد اتخذ الكثير من الاحتياطات في مخاطبته إيّاهم (راجع رو 1: 11–15). لكن من المستغرب أنّ تكون هذه الإشارة المقتضبة أوّل وآخر كلمة للوقا حول علاقة بولس، السجين في روما، مع كنيسة هذه العاصمة.

~ تأمل في النص ~

قد يغيب عن البعض أهمية تشجيعنا لبعضنا البعض حتى ولو لم تبان الحاجة إلى التشجيع. فبولس لم يبدُ بحاجة إلى التشجيع لكنّ الحقيقة أنّه لمّا رآهم شكر الله وتشجّع. من هنا نرى أهميّة كل فعلٍ أو كلمة أو حتى إبتسامة نعطيها لكلّ من يمرّ بضيق.

~ الفكرة الرئيسة ~

أهميّة كل فعلٍ أو كلمة أو حتى إبتسامة نعطيها لكلّ من يمرّ بضيق.

~ صلاة ~

يا ربّ أعطني قلبكَ لأكون مقويًّا لكلّ من يحتاجني في وقت الضيق.

~ قرار اليوم ~