مع الكتاب كل يوم - الكتاب الثانيعينة

~ شرح النص ~

لقد اندهش الناجون بالاستقبال اللطيف جدًّا من قِبَل سكّان الجزيرة تجاهَم، ثمّ بخشيتهم الخرافيّة عندما لسعت حيّة يد بولس، إذ أنّه، بنظرهم، هذا الرجل الذي لحقته قوّة الموت، وبالكاد نجا من العاصفة، يجب أن يكون مجرمًا تلاحقه العدالة الإلهيّة. وبما أنّه لم يحصل لبولس أيّ أذى، قاموا عندها بردّة فعلٍ عكسيّة، تُذَكِّر بأهل لِسترة (راجع لو 14: 11): إنّ هذا الرجل الذي نجا من الموت مرّة أخرى وبشكلٍ عجائبيّ، لا بدّ من أنّه إله.

لم يحاول سكّان مالطا الأصليّون أن يقدّموا على الفور ذبائح لهذا الإله الآتي من البحر، كما فعل قبلاً سكّان لِسترة، الأمر الذي أتاح لبولس أن يأخذ وقته كي يحرّرهم من الوهم بشكلٍ سلميّ، وبالتأكيد كي يكلّمهم عن الإله الحقيقيّ الذي هو خادمه، والسيّد الوحيد للحياة والموت، وهذا واضح جدًّا للوقا لدرجة أنّه لا يشعر بالحاجة إلى تفسيره في كلّ مناسبة؛ وعلى زخم هذه الرواية المليئة بما هو رائع، هو يرجع أكثر إلى الممارسة الكلاسيكيّة للشفاءات التي، في كلّ الكتاب، رافقت رسالة الإنجيل وشرّعته لدى الوثنيّين كما لدى اليهود.

~ تأمل في النص ~

يذكّرنا المشهد بكلام يسوع إلى تلاميذه، بعد رجوعهم من الرسالة: “أُعطيكُم سُلطانًا تَدوسونَ بِه الأفاعي والعقارِبَ”(لو 10: 19)،، التي، في هذا الإطار، ترمز إلى قوى الشرّ، قوّة العدو، الشيطان (راجع لو 10: 18). من المحتمل أنّ خاتمة مرقس المتأخّرة تستلهم نصّ أعمال الرسل، عندما تُعدّد العلامات المتنوعة التي ترافق إعلان البشرى السارّة للخليقة كلّها: نقرأ في ذلك تلميحًا ممكنًا إلى حادثتنا التي ليست رمزيّة فقط، تحت هذا الشكل: “ويُمسِكونَ بأيديهِم الحيّاتِ. وإنْ شَرِبوا السُمَّ لا يُصيبُهُم أذًى” (مر 16: 18).

~ الفكرة الرئيسة ~

الربّ يعطينا السلطان على الشرّ في سبيل خدمة شعبه.

~ صلاة ~

أنا قوي بالذي يقوّيني...وأنت قوّتي يا ربّ!

~ قرار اليوم ~