الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

محتوى حي

كانت يداها مليئة بالخواتم وأساور وقلائد وسلاسل وكنوز أخرى. وكانت أنهار من الحمم البركانية تنفجر وتسيل إلى أسفل من جبل فيزوف (فيزوفيوس) سنة 79 م. وإذ كانت تهرب، لم تكن هذه المرأة مستعدة لأن تترك وراءها جواهرها الثمينة. وإذ كانت كنوزها تعوقها، غمرتها أمطار الرماد الآتي من البركان ودُفنت تحته.

أثناء مسار عمليات الامتداد العمراني الحديث، تم العثور على جسدها المتحجر خارج منطقة المدينة المدفونة بومبي، وهي ميناء روماني قديم. تم الكشف عن جسدها غارقا في بحر من الجواهر. لقد فقدت حياتها في محاولة منها لإنقاذ كنوزها.

حذرنا يسوع من إنه في النهاية سيكون عليك أن تختار بين المال والله (مت24:6). في العهد الجديد، لا يوجد حظر على وجود ملكية خاصة أو على كسب الرزق، أو حتى على التمتع بالأمور الجيدة في الحياة. لكن، الوصية الموجهة للأغنياء هي ألا "يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى" (1تي17:6). يقودنا التكويم الأناني للثروة والهوس غير الصحي بالأمور المادية بعيدا عن الله. ما يعد بالأمان يقود إلى عدم أمان دائم.

في النهاية، يأتي الرضا فقط من وضع رجاءنا في الله: "التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ". ووعد كلمة الله هي أن "يضعون رجاءهم في الله" (ع17) يجدون "أساسا ثابتا" و "مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ" (ع19).

المَزاميرُ 119:‏73-‏80

1 – ضع رجاءك في كلمة الله واستثمر وقتك فيها

الوقت هو أثمن ممتلكاتك. يمكنك أن تكسب المزيد من المال ولكنك لا يمكنك أن تخلق المزيد من الوقت. كيف تنفق وقتك هو دليل على أين يكمن رجاؤك. إن كان رجاؤك في الله وفي كلمته، فسوف تستثمر وقتك فيهما.

يضع المرنم رجاءه بقوة في كلمة الله: "لأَنِّي انْتَظَرْتُ كَلاَمَكَ" (ع74). ماذا يعني هذا في الممارسة العملية؟

اقض الوقت طالبا أن تفهم كلمة الله (ع73، 79)، تأمل فيها (ع78)، ابتهج بها (ع77) وتعلمها عن ظهر قلب (ع73).

عندما تمر بأوقات صعبة استمر واثقا في كلمة الله: "علمني امتحانك ما هو الحقيقي والصحيح" (ع75، الرسالة). ثق في أمانة الله، و"رحمتك الدائمة" (ع76) و"رحمته" (ع77).

تقضية الوقت مع الله هو الطريقة التي ينفث بها الله حكمته فيك (ع73، الرسالة). فهو يشجعك بحيث يمكنك أن تعيش، "عش بحق ... عش كاملا ومقدسا، نفسا وجسدا" (ع77، 80، الرسالة)، وسر دائما ورأسك "عاليا" (ع80، الرسالة).

إن عشت هكذا، فسيشجع هذا الاخرين على فعل المثل: "مُتَّقُوكَ يَرَوْنَنِي فَيَفْرَحُونَ" (ع74). بالمثل، من المشجع لنا أن نرى الآخرين يضعون رجاءهم في كلمة الله.

يا رب، إذ أضع رجائي في كلمتك اليوم، ليتني أصبح سبب تشجيع للآخرين: "مُتَّقُوكَ يَرَوْنَنِي فَيَفْرَحُونَ" (ع74)

تيموثاوُسَ الأولَى 6:‏3-‏21

2 – ضع رجاءك في الله وليس في الثروة

يبدأ الرسول بولس هذه الفقرة بالتحذير ممن يعلمون بتعاليم زائفة – إذ يرفضوا تعليم التقوى و "كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ" (ع3). لدى هؤلاء الناس لديهم اهتمام غير صحي بالمجادلات والمشاحنات (ع4).

يتسبب هؤلاء المعلمون الكذبة في "مُنَازَعَاتُ أُنَاسٍ فَاسِدِي الذِّهْنِ وَعَادِمِي الْحَقِّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوَى تِجَارَةٌ" (ع5).

تنطبق كلمات بولس عن الثروة في هذه الفقرة على كل واحد – خاصة على من يعيشون منا في الغرب، حيث نعتبر أغنياء بالمقارنة بأجزاء كثيرة جدا من العالم. يكتب بولس، "أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ" (ع17).

لا تنخدع في التفكير بأنك ستكون راضيا أكثر لو كان لديك المزيد من المال (في حال كان لديك طعام وكسوة، ع8). كن راضيا بما لديك من الأمور المادية: "وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ" (ع6).

يستحق الرضا والقناعة أكثر مما يمكن أن توفره كل الثروة. من يريدون أن يكونوا أغنياء "فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ" (ع9).

غالبا ما يساء اقتباس بولس كما لو أنه يقول، "المال هو أصل كل الشرور". ما يقوله فعليا هو، "لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ" (ع10). يمكن للمال ان يقوم بفعل خير كثير. لكن محبة المال هي أمر خطير جدا. "تجلب شهوة المال المتاعب ولا شيء إلا المتاعب. وإذ يذهب البعض في هذا الطريق، يفقدون وقفة إيمانهم تماما ويعيشون نادمين على هذا إلى الأبد" (ع10، الرسالة).

سواء كنت غنيا جدا أو لديك بالكاد أي مال، فالخطر هو نفسه – أن تحب المال. فالتجربة قائمة، سواء أن تحب المال الذي لديك بالفعل، أو المال الذي تود بشدة أن يكون لديك.

بدلا من محبة المال والسعي وراءه، أحبب واتبع "الحياة البارة – حياة العجب والإيمان والمحبة والثبات والكياسة (ع11، الرسالة). إنه يحث تيموثاوس على "جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ" (ع12). يبدأ "الجهاد" بقلوبنا وأذهاننا مركزة على يسوع (ع13-14).

إنه لا يوصيهم بأن يتنازلوا عن كل مالهم، بل ألا يضعوا كل رجائهم فيه. لو توصلت إلى التعامل مع موقفك تجاه المال بشكل فعال وبنجاح، فسوف يساعدك هذا في التعامل مع كل نواحي حياتك. يقدم بولس خمسة طرق للتعامل بنجاح مع موقفك من المال (ع17-18):

• للا تكن ممتلئا من ذاتك

واحدة من المخاطر المتصلة بالثروة هو الغطرسة: "أخبر أولئك الأغنياء بثروة هذا العالم أن يكفوا عن كونهم ممتلئين من أنفسهم" (ع17، الرسالة).

• لا تضع شعورك بالأمان في الثروة

• لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ" (ع7). توفر الثروة فقط شعورا زائفا بالأمان: "توقفوا عن كونكم مهووسين للغاية بالمال، الذي هو موجود اليوم ويذهب غدا" (ع17، الرسالة). المقياس الحقيقي لثروتنا هو كم سنستحق لو خسرنا كل مالنا.

• ضع الله أولا

ضع رجاءك في الله، الذي يعطيك كل شيء بغنى للتمتع (ع17). لا شيء خطأ في التمتع بالأشياء الجيدة في الحياة. يعطينا الله كل الأشياء الجيدة لمتعتنا. لكن إلى إنها تأتي جميعا منه وكلها ملكه.

• افعل كل الخير الذي في استطاعتك

يحث بولس الأغنياء على "فعل الخير" وأن يكونوا "أغنياء في مساعدة الآخرين (ع18، الرسالة). لا تركز على كم من المال يمكنك أن تكنز، بل كم من الخير يمكنك أن تفعل. من الممكن أن تكون غني ماديا لكن فقير روحيا. وبالمثل يمكن أن تكون فقير ماديا ولكن "غني في الأفعال الصالحة" (ع18).

• شارك بمواردك

قال جون ويسلي، "عندما يكون لدي مال، أتخلص منه بسرعة، لئلا يجد طريقه إلى قلبي". الكرم هو الطريق لكسر التعلق بالمال في حياتنا. "كونوا كرماء بإسراف" (ع18، الرسالة).

كل ما تمتلكه أتي في النهاية من الله. لذلك، كن مستعدا لأن تشارك به مع الآخرين. قال فرانسيس باكون، "المال مثل السماد. ليس جيدا ما لم يتم نشره وبعثرته في الأرض".

يا رب، ساعدنا ألا نضع رجاءنا في الثروة بل نكون راضين وأن نضع رجاءنا فيك أنت. ساعدني حتى أفعل الصلاح، وأكون غنيا في الأعمال الحسنة وأن أكون كريما ومستعدا للمشاركة بما عندي.

إرميا 46:‏1-‏47:‏7

3 – ضع رجاءك في الرب وليس في الناس الأقوياء

يضع بعض الناس رجاءهم في الغنى. وهذا ما فعله الموآبيون والعمونيون (7:48؛ 4:49). بينما يضع آخرون رجاءهم في الأشخاص الأقوياء – كما فعل المصريون.

أدرك النبي إرميا أن الرب (يهوه) لم يكن فقط إلها قوميا لإسرائيل بل كان الرب على كل أمم العالم. وقد أعطيت له رسالة من الرب لمصر ولأمم أخرى.

وقد حذر من الاتكال على فرعون برغم حقيقة كونه واحد من اقوى الأشخاص في العالم. من يتكلون على "فرعون" يتجهون نحو مشكلة (25:46).

في المقابل، يعد من يخدمونه ويعبدونه، "لكن أنت ... يا عبدي، فليس لديك ما تخشاه ... لا داعي للقلق ... اعتمد على إنني في صفك .... لم أنته من عملي فيك بعد" (ع27-28، الرسالة). في المسيح، يعدك أيضا بالأمن والسلام. إنه معك. لست بحاجة لأن تخاف.

وفي النهاية، هو الرب وحده رجاؤك. كما عبر عن هذا البابا يوحنا بولس الثاني، "المسيح هو مصدر الرجاء لكل العالم ... يسوع المسيح هو رجاؤنا".

يا رب، لن أخاف لأنك أنت معي. ساعدني دائما حتى أضع رجائي فيك وأعبدك وأخدمك وحدك. ليت ثقتي واتكالي لا يكونا أبدا على المال ولا الأشخاص الأقوياء أو على أي شيء آخر سواك. لتكن ثقتي وقناعتي دائما فيك أنت وحدك.

Pippa Adds

بيبا تضيف

مز79:119

"لِيَرْجعْ إِلَيَّ مُتَّقُوكَ وَعَارِفُو شَهَادَاتِكَ".

توجد أشياء كثيرة جدا أجد نفسي مجربة بأن أخاف منها في الحياة، لكن الخوف الوحيد الصحيح هو خوف الرب.

References

Francis Bacon, 1625, Title: The Essayes or Counsels, Ciuill and Morall, of Francis Lo. Verulam, Viscount St. Alban, (Printed by Iohn Haviland, Early English Books Online 2) p.85

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.