الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

ثلاثة مستويات من العظمة

تمتلئ مجلاتنا وشاشات التلفاز لدينا بقصص عن الأغنياء والجميلات والأقوياء. تقدم ثقافتنا هذه الأشياء كأشياء أساسية ويطمح الكثيرون منا لتحقيقها. لا شيء خطأ في هذه الأشياء في حد ذاتها – ولكنها ليست كل شيء.

تحدث الفيلسوف الفرنسي، بليز باسكال، عن ثلاث مراتب من العظمة. ويقع كل من الغنى، الجمال والقوة ضمن المستوى الأول من تصنيفه والذي يسميه "العظمة المادية" السطحية.

فوق هذه يوجد مستوى ثان أعلى من العظمة. إنها عظمة العبقرية والعلم والفن. عظمة فن مايكل أنجلو أو موسيقى باخ أو ألمعية ألبرت أينشتين – كل هذه تقف مباشرة فوق العظمة المادية السطحية.

لكن، بحسب باسكال هناك نوع ثالث من العظمة – مرتبة القداسة. (وهناك تقريبا فارق نوعي لا نهائي بين الفئتين الثانية والثالثة). حقيقة أن شخص قديس هو قوي أو ضعيف، غني أو فقير، ذكي جدا أم جاهل لا تضيف أو تنقص أي شيء لأن عظمة هذا الشخص تقع على مستوى مختلف وأسمى بما لا يقاس. والطريق مفتوح لكل واحد منا حتى يصبح عظيما في مرتبة القداسة.

تظهر كلمة "قديس، مقدس" (مبجل، أقدس، قداسة) أكثر من خمسمئة مرة في الكتاب المقدس. الله قدوس. وهو يعطيك روحه القدوس ليقدسك، وأنت مدعو لتشترك في قداسته.

تعني كلمة "القديسين" "المقدسين". والعهد الجديد يطبقها على جميع المسيحيين. فأنت "مدعو قديسا" (1كو2:1). القداسة عطية تنالها عندما تضع ثقتك في يسوع، فتنال بره وعطية الروح القدس. اسع لتحيا حياة القداسة عرفانا منك من نحو عطية الله، عن طريق أن تتشبه بيسوع بقوة الروح القدس.

المَزاميرُ 93:‏1-‏5

إله قدوس

الله هو خالق الكل، ولكنه أيضا منفصل عن العالم الذي أقامه. إنه أعظم وأكثر جلالا من كل الخليقة، بل وحتى من "أَصْوَاتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ" (ع4). يركز المرنم في ذروة تسبيحه على قداسة الله. ويختم قائلا، "شَهَادَاتُكَ ثَابِتَةٌ جِدًّا. بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ" (ع5). تترجم ترجمة NEB هذه الآية هكذا، "القداسة هي جمال هيكلك ..." كان الهيكل مبنى جميلا ومثيرا للإعجاب، ولكن المرنم يعترف بأن قداسة الله هي مجد وجمال الهيكل الحقيقي الداخلي.

يا رب، نعبدك في جمال قداستك. أنت وحدك قدوس. "قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ" (أش3:6)

كورِنثوس الأولَى 5:‏1-‏13

كنيسة مقدسة

هناك العديد من المزالق عند الحديث عن القداسة في الكنيسة اليوم. أولا، هناك خطر التوجه الذي يقول "أقدس منك". تجنب تفوق البر الذاتي. ثانيا، هناك خطر طلب الكمال. وحده الله هو القدوس بالتمام. نحتاج أن نجاهد من أجل الامتياز، لكننا لن نحقق الكمال في هذه الحياة.

قداستنا هي التجاوب المناسب مع قداسة الله – ومع هذا فهي ممكنة فقط بموهبة ونعمة الله. تأتي القداسة في الكنيسة من خلال موهبة الروح القدس (1كو16:3-17).

ولأنه قُصد للكنيسة أن تكون مقدسة، فزع بولس مما كان يجري في كورنثوس. كان هناك فسوق جنسي رهيب من نوع لا يمكن القبول به حتى خارج الكنيسة (1:5).

فيكتب قائلا، "أَفَأَنْتُمْ مُنْتَفِخُونَ، وَبِالْحَرِيِّ لَمْ تَنُوحُوا حَتَّى يُرْفَعَ مِنْ وَسْطِكُمُ الَّذِي فَعَلَ هذَا الْفِعْلَ؟" (ع2).

لكي ما تكون الكنيسة مقدسة، يحتاج التلاميذ أن يتدربوا. هناك بعض الخطايا الشديدة التي ينبغي أن ينتج عنها قطع من الكنيسة (ع13). هذه الخطايا هي خطايا واضحة جدا. مثلا، في حالة الفسوق الجنسي يعد هذا نوعا من الفسوق الشديد (حيث وقع بين رجل وزوجة أبيه، ع1).

في الآيات 10-11، نقرأ عن الحاجة للتهذيب بالنسبة لمن هو "طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا" (ع11). يحتمل أن يحمل "الطمع" هنا معنى الجشع لدرجة السرقة أو الخداع. تشمل الخطايا الأخرى هنا عبادة الأوثان والشكاية (التعدي اللفظي – بالتشهير أو بالسب والتحقير للناس).

تشير كلمة "سكير" إلى من يسكرون عن قصد وإصرار. ليس تركيز بولس هنا على من يحاولون التغلب على إدمان الكحوليات (أو أي نوع آخر من الإدمان)، والذين ينبغي أن تكون الكنيسة بالنسبة لهم مكانا للشفاء وليس مكانا للرفض. ترتبط الكلمة هنا بالخطايا الأخرى – العنف والجنس بصورة غير لائقة.

يوضح بولس بما لا يدع مجالا للشك إنه لا يتكلم عن أشخاص من خارج الكنيسة (ع10). علينا ألا نفصل أنفسنا عن أسوأ "الخطاة". كان يسوع "صديقا للخطاة". لقد تواصل مع الجميع. هذه هي نوعيات الناس بالتحديد والتي ينبغي علينا أن نتواصل معها.

بل، إن بولس يقول إنه إن استمر الناس مع هذه الخطايا الشديدة والظاهرة بطريقة ليست بها توبة، فليس لهم مكان في الكنيسة. ما لم نتعامل مع المشكلة، "فأَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟" (ع6) – أي إنها ستؤثر على الكنيسة كلها.

لذا فالتهذيب (التأديب) الكنسي هو بالتالي أمر إيجابي جدا من حيث إنه يمكن الشخص من مواجهة سلوكه والتعامل معه (ع5). كما إنه أمر إيجابي أيضا بالنسبة للكنيسة ككل من حيث إنه يوقف انتشار الشر وسط جماعة الكنيسة (ع6).

شكرا لله، الغفران ممكن: "لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا" (ع7). لا أحد منا مقدس إلا من خلال هبة من الله. مات يسوع بصفته حمل الفصح لكي ما يمكن أن ننال الغفران والتطهير. القداسة هي عطية من الله. عندما نفشل نحتاج أن نرجع إلى الصليب بلا تأخير وننال الغفران.

اليوم يا رب، آتي إليك ثانية وأطلب الغفران والتطهير. ساعدني حتى أحيا حياة مقدسة. ولتكن كنيستك مكانا مقدسا دائما. 

أخبارِ الأوَّلُ 28:‏1-‏29:‏30

هيكلا مقدسا

كان داود مدعوا ليجهز لبناء هيكل مقدس (2:29- 3). ولأن الهيكل كان مقدسا، لم يقدر داود نفسه أن يبنيه، نظرا لكونه "رَجُلُ حُرُوبٍ وَقَدْ سَفَكْ دَمًا" (3:28).

لكن، أرشد الله داود وأعطاه تصاميم بناء الهيكل. "وَمِثَالَ كُلِّ مَا كَانَ عِنْدَهُ بِالرُّوحِ لِدِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ" (ع12). هكذا غالبا ما يقودنا الله – فهو يعطي عقولنا أسبابا حتى نتصرف بصورة معينة.

عهد داود بالعمل لابنه سليمان. فقد دعاه ليخدم الله "بِقَلْبٍ كَامِل وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ، لأَنَّ الرَّبَّ يَفْحَصُ جَمِيعَ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ تَصَوُّرَاتِ الأَفْكَارِ" (ع9). الله يدعوك، كما دعا سليمان، إلى قداسة تتخطى الأفعال، إلى القلب والدوافع والأفكار.

قال داود إن الله يختبر القلوب ويسر بالاستقامة (17:29). كان داود رجلا "كامل القلب" (مز72:78). ويعد هذا تعريفا جيدا للاستقامة أو الكمال.

قيل أن لكل شخص ثلاث حيوات – حياة اجتماعية علنية، وحياة خاصة وحياة سرية. القداسة هي أن تحيا حياة كاملة، وليس حياة غير كاملة. القداسة هي حيث لا فرق بين حياتنا العلنية أو الخاصة أو السرية ولا فرق بين ما نعلنه وما نمارسه. ترتبط القداسة بالكمال. عندما يدعوك الله أن تكون مقدسا، فهو يقول "كن بالكامل ملكي".

صلى داود، "وَأَمَّا سُلَيْمَانُ ابْنِي فَأَعْطِهِ قَلْبًا كَامِلاً لِيَحْفَظَ وَصَايَاكَ، شَهَادَاتِكَ وَفَرَائِضَكَ، وَلِيَعْمَلَ الْجَمِيعَ، وَلِيَبْنِيَ الْهَيْكَلَ الَّذِي هَيَّأْتُ لَهُ" (19:29).

من الهام أن نلاحظ ملاحظة عابرة وهي إنه لكي يبنوا الهيكل احتاجوا لجمع قدر ضخم من المال. وقد حققوا هذا لأن القادة قادوا عملية الجمع. فقد قدم القائد الأعلى أولا (ع3). ثم قدم القادة التالون (ع6). ثم قدم كل الشعب "طواعية، انتدبوا" (ع6) "وبحس احتفالي أيضا" (ع17، الرسالة).

يريدك الله أن تقدم بإرادتك. إن لم تكن تريد أو مستعد، يمكنك أن تصلي، "يا رب اجعلني مستعدا وراغبا في أن أكون راغبا". وكما يقول ساندي ميلر دائما، على الأقل يمكنك أن تصلي، "يا رب اجعلني راغبا في أن أكون راغبا في أن أُجعل راغبا!"

وإذ قدم شعب الله برضا، امتلأوا بفرح عظيم. كل ما لديك يأتي من الله في المقام الأول: "إِنَّمَا هِيَ مِنْ يَدِكَ، وَلَكَ الْكُلُّ" (ع16). وإذ تقدم مواردك لعمل الله بكرم وبسعة، تمتلئ بفرح عظيم.

كان الهيكل المقدس الذي بناه داود وسليمان مجرد إعداد لهيكل الكنيسة المقدس حيث يسكن الروح القدس. والروح لا يحيا فقط في الكنيسة، بل ويحيا فيك أيضا. جسدك هيكل للروح القدس (1كو19:6-20).

يا رب، أصل اليوم أن تملأني اليوم بروحك القدوس، وساعدني حتى أكون مقدسا أمامك في الحق.

Pippa Adds

بيبا تضيف

1أخ9:29

"لأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِل انْتَدَبُوا لِلرَّبِّ"

دائما ما أتعجب من عناية الله وكرم شعب الله الضخم. مرارا وتكرارا نرى المدد الإلهي غير العادي لأجل عمل الكنيسة فقط عندما تبدأ الأمور تبدو مستحيلة. لا أعتقد إنني أشكر الله كفاية على كرمه الرائع.

References

Blaise Pascal, Pensees, (Penguin Classics, 1995).

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.