الكتاب المقدس في عام واحد 2020 مع"نيكي غامبل"عينة

كيف تواجه تحديات الحياة

قال الرئيس جون ف. كنيدي، "إننا نقف اليوم على حافة جبهة جديدة... ولكن الجبهة الجديدة التي أتحدث عنها ليست مجموعة من الوعود – إنها مجموعة من التحديات. إنها تجمع في طياتها ليس ما أنوي أن أقدمه للشعب الأمريكي، بل ما أنوي أن أطلبه منهم".

الحياة عبارة عن مجموعة من التحديات والمشاكل والصراعات. أحيانا نتخيل إنه لو أمكننا فقط التعامل مع التحدي الراهن الذي نواجهه الآن، فستنتهي جميع مشاكلنا. ولكن الحياة ليست هكذا. فإن حللنا مشكلة واحدة، فهناك مشاكل أخرى تنتظر عند الزاوية.

التجربة هي أن نرى هذه التحديات كما لو أنها تمنعنا من تحقيق الخدمة التي أعطانا الله إياها. في الواقع، التعامل مع المشاكل هو الخدمة. كما عبر عن هذا أسقف سابق لكنسنجتون: "ليست هذه هي المشاكل المرتبطة بالخدمة، إنها هي الخدمة".

الكتاب المقدس صادق في وصفه للحياة وصالح لها. واجه المرنم الألم والإحباط. واجه بولس اتهامات باطلة والإحباط من كونه ظل سجينا بناء على تهم ملفقة. واجه الملوك في العهد القديم معارك وتحدي القيام بمشاريع بناء عملاقة.

بينما أقرأ فقرات اليوم، أتذكر أن التحديات والمشاكل والصراعات الصغيرة نسبيا التي أواجهها تعد لا شيء إذا ما قورنت بما واجهه شعب الله في الماضي، ولا زال يواجهها حول العالم اليوم.

المَزاميرُ 81:‏1-‏7

تحدث إلى الله عن المشاكل

هل أنت في وقت امتحان وتجربة؟ يسمح الله أحيانا أن يتم امتحاننا، كما سمح لشعبه أن يُمتحن بمياه مريبة (ع7، انظر أيضا عد20). لكنه لا يريدك أن تواجه امتحانات وتحديات الحياة بمفردك. يمكنك أن تتحدث معه عن مشاكلك.

يقول الله، "أَبْعَدْتُ مِنَ الْحِمْلِ كَتِفَهُ... فِي الضِّيقِ دَعَوْتَ فَنَجَّيْتُكَ" (ع6-7).

"لقد أخذت عن كتفك حملك الثقيل (كما لو كنت تحمل العالم)، وحررتك من حياة الشقاء.

دعوتني في ألمك؛

فأخرجتك من الموضع السيء (الذي كنت فيه) (ع6-7، الرسالة)

أيا كانت المواقف أو الصعوبات التي تواجهها، يمكنك أن تأتي بها إلى الله في الصلاة.

أزال الله أحمالهم وأنقذهم من محنتهم. لذلك يبدأ المرنم بالعبادة محتفلا وفرحا: "رَنِّمُوا ِللهِ قُوَّتِنَا" (ع1).

يا رب، أشكرك لأنك أنت قوتي وفرحي بينما أواجه التحديات والمشاكل في الحياة. يا رب، أنني أناديك اليوم حتى تنقذني من ... !

أعمالُ الرُّسُلِ 25:‏1-‏22

ثق في أن الله مسيطر على المشهد

يعني الإيمان الثقة في الله. "الإيمان"، كما كتب س. س. لويس، "هو فن التمسك بالأمور التي قبلها منطقك مرة، بالرغم من مزاجك المتغير". من الصعب أن نثق في الله عندما يبدو كل شيء إنه يتحرك في الاتجاه الخطأ.

يسجل لوقا محاكمة بولس بطريقة موضوعية وغير عاطفية تماما. لابد وأن هذا كان وقتا محبطا بشكل غير عادي بالنسبة لبولس. فهذا القائد العظيم للكنيسة والمبشر والمعلم مغلق عليه بعيدا عن الناس، وعلى ما يبدو غير قادر على فعل ما دُعي ليقوم به. فهو محتجز، ولا زال مقيدا وفي سجن غير مريح.

تم اتهام بولس بتهم خطيرة (ع1-7). فدافع عن نفسه بالإشارة إلى إنه لم "يفعل شيئا خطأ" (ع8، 10). ولكن كان فستوس مهتما أكثر بما يفكر فيه الناس (ع9) مما هو صواب. كان مهتما أكثر بشعبيته من العدل. وفي النهاية، رفع بولس دعواه إلى قيصر (ع11).

عندما وصل الملك أغريباس، ناقش فستوس قضية بولس معه. قال فستوس، "فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ، لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ. لكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ، وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ، وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ" (ع18-19).

ينبغي أن تكون قيامة يسوع دائما في قلب الرسالة التي نبشر بها. التهمة الوحيدة التي كان يمكن توجيهها وتثبت على بولس هي إنه كان يبشر بان يسوع حي، ومع هذا فقد تم توجيه الكثير من الاتهامات الزائفة الأخرى إليه.

بالنسبة لبولس، وسط كل هذه الصعوبات والإحباطات، لابد وأنه واجه صعوبة في أن يرى ما هو الخير المحتمل أن يخرج من كل عدم الأمانة والتأخير والتردد الحادث في مراحل محاكمته. ومع هذا، وكالعادة، كان الله يعمل للخير. كما كتب بولس نفسه، "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو28:8).

أولا، على المدى القصير، نتج عن هذا فرصة لبولس أن يتحدث مع أغريباس. فبعد سماعه عن كل ما يتعلق ببولس، قال أغريباس لفستوس، "كُنْتُ أُرِيدُ أَنَا أَيْضًا أَنْ أَسْمَعَ الرَّجُلَ" (أع22:25). في أوقات الإحباط والصراع لا تعلم أبدا متى يمكن أن تظهر الفرص، لكنها تظهر أحيانا بالفعل.

ثانيا، على المدى المتوسط، نتج عن هذا أن تم إرسال بولس إلى روما. عبر بولس عن هذه الرغبة في الذهاب إلى روما ليبشر بالإنجيل (انظر 21:19؛ رو15:1؛ 23:15)، كما تحدث الرب نفسه إلى بولس قائلا إنه سيشهد عنه في روما (أع11:23). وكان بسبب ما حدث في دفاع بولس عن نفسه أن يتم إرساله أخيرا إلى روما.

ثالثا، على المدى البعيد، بعد بولس بألفي عام، قرأ بالفعل عدد هائل من الناس قصة بولس وتشجعوا عندما عرفوا إنه هو أيضا واجه السجن والاتهامات والانتقادات زورا وظلما. أشك أن بولس كان سينذهل وسط كل هذه الصعوبات إذا عرف كم الخير الذي كان سيخرج منها. ربما لا تعرف أبدا، في هذه الحياة، كيف يستخدم الله أمانتك في مواجهة التحديات.

يا رب، أشكرك لأنك معنا متى واجهنا الاتهامات والانتقادات. أشكرك لأنه خلال كل تلك الإحباطات نجدك تعمل للخير للذين يحبونك المدعوين حسب قصدك (رو28:8).

المُلوكِ الثّاني 12:‏1-‏14:‏22

انتهز كل فرصة يمنحها لك الله

وسط هذا التاريخ المحبط تماما لملوك إسرائيل ويهوذا، نجد موقفا في حياة أليشع يشجعنا حتى ننتهز كل فرصة يمنحها لنا الله حتى نكون مثابرين ولا نستسلم أبدا.

يعد القادة حقيبة ممتلئة بأمور مختلطة. فالبعض يفعل "الشر في عيني الرب" (2:13، 11). والبعض يفعل "مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" (3:14).

والرب منعم بشكل غير عادي فعندما فعل يهوأحاز الشر في عيني الرب، "وَتَضَرَّعَ يَهُوأَحَازُ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ، فَسَمِعَ لَهُ الرَّبُّ" (4:13). متى طلبت وجه الرب سيسمع لك.

في قائمة قادة يهوذا، ربما كان يهوآش تقريبا أفضل نموذج. فقد "عَمِلَ يَهُوآشُ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ الَّتِي فِيهَا عَلَّمَهُ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ" (2:12)، حتى ولو كان هذا فقط لجزء من فترة حكمه.

شرع يهوآش في مشروع بناء. ومثل الكثير من مشاريع البناء، استغرق المشروع أكثر بكثير مما توقع: "وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ يَهُوآشَ لَمْ تَكُنِ الْكَهَنَةُ رَمَّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ" (ع6). دعا الملك لاجتماع وسأل، "لِمَاذَا لَمْ تُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ؟" (ع7).

أخيرا تمكنوا من إنهاء العمل. وجمعوا المال الذي احتاجوه (ع11). وعملوا جميعا بأمانة تامة (ع15) وتم إحراز التقدم.

طبعا، هيكل الله اليوم لم يعد في الأساس بناءً ماديا بل هو شعب الله. ينبغي أن يذهب مالنا وجهدنا لبناء شعب الله – عدديا (التبشير)، ومن حيث النضوج (التلمذة) وفي الاهتمام ورعاية المجتمع (التغيير المجتمعي). لكن، أحيانا نحتاج المباني لهذا وليس خطأ أن ننفق المال على البنية التحتية للكنيسة عندما يلزم الأمر.

وكما واجه شعب الله تحدي المباني، واجهوا أيضا تحدي المعارك. حيث نرى بشكل خاص في هذه الفقرة كيف كان عليهم مواجهة أرام. قال أليشع لملك إسرائيل، "خُذْ قَوْسًا وَسِهَامًا... رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى الْقَوْسِ... اضْرِبْ عَلَى الأَرْضِ" (15:13- 18). "فَضَرَبَ (الملك) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ" (ع18). فقال أليشع، "لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ، حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى الْفَنَاءِ. وَأَمَّا الآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (ع19).

أتذكر قراءة هذه الآيات في عام 1999 بعدما كنا قد أنهينا أول مبادرة لبرنامج ألفا في 1998، وقد دعونا الأمة إلى ألفا لتسمع الأخبار السارة عن يسوع. كنا نتساءل عما إذا كان يجب القيام بمبادرة ثانية أو ننتظر سنة أخرى أو نحوها. شعرت بينما أقرأ هذه الآيات إنه ينبغي ان نظل نضرب الأرض مرارا وتكرارا.

أيا كانت التحديات التي تواجهها اليوم، استمر في الصلاة واستمر في الثقة واستمر باحثا عن فرص لتخدم الله ولا تستسلم أبدا!

يا رب، بينما نواجه التحديات التي في انتظارنا، أعطنا العزم ألا نستسلم بل نثابر ونمضي قدما حتى النهاية.

Pippa Adds

2مل18:12

قام يهوآش برشوة الملك حزائيل ملك أرام الذي كان على وشك مهاجمته – معطيا له كل كنوز الهيكل.

أحيانا، يكون إرسال هدية لشخص غاضب منك أمرا فعالا نوعا ما!

References

C. S. Lewis, Mere Christianity, (William Collins, 2012), pp.140–141

John F. Kennedy, Address of Senator John F. Kennedy Accepting the Democratic Party Nomination for the Presidency of the United States – Memorial Coliseum, Los Angeles,

July 15, 1960

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.