معلومات عن خطة القراءة‌

قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 8 من إجمالي 51

اليوم 8: الله (الوحدانية)


سنتأمل في الفكرة الأساسية عن الله كما وردت في الأسفار المقدسة من خلال النظر إلى موضوعين. حيث سنستكشف من جهة ما يسميه اللاهوتيون غالباً بوحدانية الله، أي حقيقة أنه الإله الوحيد في الوجود. ومن جهة أخرى، سنركّز على بساطة الله، مشيرين إلى أنه ليس في الحقيقة سوى إله واحد، رغم حقيقة أن له ثلاثة أقانيم. 


وحدانية: 


بينما نستكشف وحدانية الله، أولاً، سننظر في دين تعدّد الآلهة الذي ساد في العالم خلال القرون الأولى للكنيسة. ثانياً، سنستكشف دين التوحيد كالإقرار بإله واحد. وثالثاً، سنتحدث عن المسيحية ومفهومها عن الله.


1) تعدد الآلهة: 


آمن معظم الناس غير المسيحيين، في عالم الكنيسة الأولى، بدين تعدد الآلهة. حيث آمن العديد منهم بآلهة اليونان والرومان المزيفة، بينما عَبَدَ آخرون أوثان الشرق الأدنى القديم. كما كان هناك المؤمنون بدين تعدد الآلهة، الذين آمنوا بالقوى الكونية، وعَبَدَ البعض عناصر أو جوانب أخرى للخليقة. أما الإلحاد – وهو الاعتقاد بعدم وجود آلهة -فقد كان نادراً.


إن أحد الأسباب التي جعلت من الاعتقاد بآلهة مختلفة، شائعاً جداً، هو أن القانون تطلّب دين تعدد الآلهة في كثير من الأحيان. على سبيل المثال، فرضت الحكومة، في الإمبراطورية الرومانية، عبادة الآلهة الرومانية. حيث أمر الرومان بهذه العبادة لكي يكسبوا تأييد الآلهة وحمايتها للإمبراطورية. لكنّ السبب الأهم وراء الاعتقاد بدين تعدّد الآلهة، هو خطية البشر. وكما تعلّم الأسفار المقدسة، يعرف كل الناس في أعماق قلوبهم، أنه لا يمكن للكون أن يوجد دون يد خالق إلهي. لكن لا يعترف البشر الذين يعيشون في الخطية، بالإله الحقيقي بصورة تلقائية، ولا ينسبون إليه الفضل في هذه الأمور. بدلاً من ذلك، إنهم ينسبون أعماله إلى مصادر أخرى (رومية 1: 20-23).


إن وجود إله الأسفار المقدسة، بحسب بولس، واضح للجميع – فإنه يُرى ومُدرَكٌ. وذهب بولس بعيداً إلى حد قوله إن البشر عَرَفُوا الله من خلال الإعلان عن ذاته في الخليقة. لكننا خطاةٌ لدرجةِ، أننا رفضنا أن نمجده أو نشكره. بدلاً من ذلك، أبدلنا مجده بالآلهة المزيّفة التي اخترعناها وعبدناها مكانه.


2) التوحيد: 


يمكن أن يشير دين التوحيد من الناحية التقنية إلى أي دينٍ يقرّ بالإيمان بإله واحد فقط. على سبيل المثال، إن اليهودية المسيحية والإسلام في العالم المعاصر كلها ديانات توحيدية، لأنها تصرّ على وجود كائن إلهي واحد فقط.


تؤكد عدة نصوص في الأسفار المقدسة على وحدانية الله وذلك بالإعلان بوضوح، عن وجود إله واحد فقط (1 الملوك 8: 60؛ مزمور 86: 10؛ 2 الملوك 19: 19؛ رومية 3: 30؛ يعقوب 2: 19).


يوجد كائنٌ إلهيٌ واحدٌ فقط. وقد كان صحيحاً في أيام العهد القديم. كان صحيحاً في أيام العهد الجديد. كان صحيحاً في القرون الأولى للكنيسة. وهو ما يزال صحيحاً اليوم.


لكن، لا بد لنا أن نشير، أن كل الديانات التوحيدية لا تعبدُ الإله ذاته. فكما سبقَ وأشَرنا، فإن كل من اليهودية، والمسيحية، والإسلام تعبد إلهاً واحداً. وأكثر من ذلك، فهي جميعُها تَعتبرُ أن هذا الإله الواحد هو إلهُ إبراهيم ولو بالاسم فقط. لكن المفاهيمَ التي تربطها باسم "إله إبراهيم" مختلفة تماماً. فهي تختلفُ حولَ شخصِه، وأعمالِه الإلهية، وحتى من جهةِ طبيعتِه ذاتِها.


خذ اليهودية بعين الاعتبار. تسند اليهودية إيمانها على العهد القديم، كما يفعل المسيحيون أيضاً. لكن اليهودية تُنكر الله المثلث الأقانيم الذي يعلن عنه الكتاب المقدس. في الواقع، يُنكر اللاهوتيون اليهود كلاً من أقانيم الثالوث. يرفضون يسوع كرب وإله متجسد. ويُنكرون أن الروح القدس هو شخص إلهي. وبرفض يسوع والروح القدس، إنهم يرفضون الآب الذي أرسلَهما (لوقا 10: 16). ترفض اليهودية يسوع والروح القدس، وبالتالي الآب أيضاً.


تعتقد اليهودية أنها تعبد الله كما هو مُعلَن في العهد القديم. وهي تشير إلى العهد القديم ذاته الذي يحبه المسيحيون، وتقول: "إننا نعبد ذلك الإله". وهكذا، يمكننا أن نقول، بشكل سطحي إلى حد ما، أننا واليهود نعبد الإله ذاته. لكن هناك معنى آخر، يختلف فيه إلههم عن إلهنا، وذلك لأنهم رفضوا الإعلان الأكمل لله في يسوع. وعندما نأخذ الإسلام بعين الاعتبار، يتضح لنا أن مفهوم الله لديهم يتناقض مع الكتاب المقدس.


وهكذا، إن اليهودية، المسيحية، والإسلام جميعها ديانات توحيدية. حيث تتميز كلها عن دين تعدّد الإلهة لأنها تنكر وجود عدة آلهة. لكنها تختلف عن بعضها البعض بوضوح أيضاً بسبب عقائدها المختلفة حول ماهية الله.


3) المسيحية: 


يُنكِر قانون الإيمان دين التوحيد غير المسيحي، من خلال أمور أخرى يقولها عن الله بوضوح. فقد تم صياغة قانون الإيمان حول صيغة التثليث. وهو يعكس الاعتقاد بأن الله الآب، يسوع المسيح، ابنه الوحيد، والروح القدس هي ثلاثة أقانيم مختلفة في اللاهوت، وتشترك جميعها في نفس الجوهر الإلهي المفرد. تذكّر مرة أخرى، أن القصد من قانون الإيمان هو أن يكون تلخيصاً للمعتقدات، وليس تصريحاً شاملاً للإيمان. وعندما تم استخدامه في طقس الكنيسة، عَرف الجميع أن ذكر أقانيم الله الثلاثة بهذه الطريقة، يتضمن عقيدة الثالوث.


ومن جهة أخرى، يُنكِر قانون الإيمان دين تعدّد الآلهة، وذلك باستخدام صيغة المفرد للكلمة الشاملة "الله" كاسم إلهي.


يوجد العديد من الديانات إلى جانب المسيحية في العالم اليوم. فهناك الهندوسية، الشِنتو، الوثنية، الويكا، الإسلام، اليهودية، ديانات القبائل، وغيرها. لكن آلهتها مزيفة. حيث يعبد البعض الشياطين. ويعبد البعض الآخر الخليقة. ويعبد آخرون أموراً اختلقوها من مخيلتهم. لكنّ الكتاب المقدس يشدّد على أن إله المسيحية، هو فقط الإله الحقيقي. وهو فقط من سيدين العالم، ومن له القدرة على تخليصنا.

يوم 7يوم 9

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم ت...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية