قانون إيمان الرسلعينة

اليوم 27: الأقنومية (التميّز)

يجب أن نبدأ بالاعتراف بوجود عدة فقرات في الأسفار المقدسة، لا يكون فيها التميّز بين الروح والأقنومَين الآخرين واضحاً تماماً. على سبيل المثال، يتم الإشارة إلى الروح القدس كروح ابن الله في غلاطية 4: 6، وكروح الآب في متى 10: 20. كما أن له عدة أسماء أخرى تلقي الضوء على الروابط العقلانية بين أقانيم الثالوث، بدلاً من تمّيزهم.

رغم أن هذه الأنواع من الفقرات كانت مصدر الكثير من الجدال في الكنيسة الأولى، ينبغي ألا تفاجئنا هذه الارتباطات الوثيقة. في النهاية، إن أقانيم الثالوث الثلاثة هذه هي إله واحد. ولهذا، من المنطقي جداً أن نفكر بالروح القدس كروح الآب والابن، ونُصِرّ في الوقت ذاته بأنه أقنوم متميّز عن الآب والابن. إن إحدى الطرق التي تلقي الضوء على التميُّز بين الروح والأقنومَين الآخرَين في الثالوث، هي بالنظر إلى فقرات في الأسفار المقدسة تُظهر تفاعلهم مع بعضهم البعض بطرق تشدد على تميّزها. 

قال يسوع في يوحنا 16: 7 أن الروح القدس لن يأتي إلا إذا مضى الابن أولاً. ومن الواضح، أنه ميّز نفسه عن الروح بالقول أن ذاك يذهب قبل أن يأتي الآخر. فلكل واحد منهما دور معين، ولا يبدأ دور الروح إلا بعد أن يُكمِل الابن خدمته الأرضية ويصعد إلى السماء. ويوضّح هذا تميّز الروح القدس عن الابن. وبطريقة مشابهة، يقوم الروح القدس بأعمال تميّزه عن الآب. على سبيل المثال، يقوم الروح القدس كجزء من دوره كمعزّي، بدور محامي الدفاع عنا، داعماً صلواتنا ومتضرعاً من أجلنا أمام الله. عندما علّم بولس في رومية 8: 26-27 أن الروح القدس يشفع فينا عند الآب، أظهر أنهما أقنومان متميّزان-أحدهما يشفع والآخر يسمع شفاعته.