معلومات عن خطة القراءة‌

قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 29 من إجمالي 51

اليوم 29: العمل (القدرة على الخلق)


رغم أن قانون إيمان الرسل لا يصف الكثير عن عمل الروح القدس، في الإقرار "أؤمن بالروح القدس"، أشار قانون الإيمان في الأصل إلى عدد من المعتقدات حول عمل الروح. 


القدرة على الخلق:


نعني بهذا المصطلح أي قدرة الروح القدس على خلق أشياء جديدة، وقدرته على التحكم وتغيير ما تم خلقه.


ستركّز مناقشتنا لقدرة الروح القدس على الخلق على ثلاثة مستويات لنشاطه. أولاً، سنتحدث عن عمله في الخلق في العالم الطبيعي. ثانياً، سنركز على المواهب الروحية التي يوفرها للكنيسة. وثالثاً، سنتأمل في دوره في التجديد الشخصي لأرواحنا البشرية وقلوبنا.


1) العالم الطبيعي: 


يمكننا رؤية قدرة الروح القدس على الخلق في العالم الطبيعي أولاً في الآيات الافتتاحية من الكتاب المقدس. وقد سبق ونظرنا في هذا الدرس، إلى دور الروح في سجل الخليقة في تكوين 1، وأشرنا إلى أنه مارس قدرته الإلهية الكلية ليخلق العالم من العدم. ونجد فكرة مشابهة في مزمور 104: 30، حيث حمد كاتب المزامير الله لإرساله روحه ليخلق الأرض وكل مخلوقاتها، ليس في أسبوع الخلق الأصلي فقط، لكن بشكل يومي أيضاً. ويعكس مزمور 33: 6 هذه الفكرة، ويَبْسطها أيوب 33: 4 إلى البشر بالتحديد. عبّر كاتب المزامير، في مزمور 104: 30، عن فهمه للطريقة التي وُجِد فيها كل شيء في الخليقة. وقد نَسب كل شيء إلى روح الله، أي الروح القدس.


يمكن رؤية قدرة الروح القدس على الخلق في العالم الطبيعي أيضاً، من خلال المعجزات العديدة التي أيدها في الأسفار المقدسة. على سبيل المثال، مكّن الروح القدس موسى في العهد القديم من إخراج الماء من الصخرة في خروج 17: 6. وكثّر طحين الأرملة وزيتها في 1 الملوك 17. ومكّن يسوع في العهد الجديد، من تكثير الطعام ليُطعم خمسةَ آلافِ شخص في متى 14، وأربعةَ آلافِ شخص في متى 15. أقام يسوع من الموت، كما نقرأ في رومية 8: 11. كما أنه مكّن بولس من صنع المعجزات والقيام بالخدمة (رومية 15: 18-19).


وبالطبع، كان التجسد أحد أعظم معجزاته، جاعلاً مريم العذراء تحبل بيسوع. إن هذه المعجزة الاستثنائية، والمدونّة في لوقا 1: 35، هي عمل الروح القدس الوحيد المذكور بوضوح في قانون إيمان الرسل. وحتى اليوم، يمتلك الروح القدس قدرة مثيرة على خلق، تجديد، ومواكبة الخليقة كلها إلى الحالة النهائية التي قصدها الله لها. في الواقع، لن ينتهي تجديد الروح للعالم إلى أن يعكس كل نتائج سقوط البشرية في الخطيّة بالكامل. ويخبرنا تكوين 3، أنه عندما أكل آدم وحواء الفاكهة المحرّمة من شجرة معرفة الخير والشر، لعنهما الله. ولأن البشر مُنِحوا السلطان كنائبين عن الله أو ممثليه على كل الأرض، فقد أثرت لعنة الله على آدم وحواء في الخليقة كلها، بما في ذلك الأرض نفسها. ويعمل الروح القدس منذ ذلك الوقت، في العالم ليجدده ويصل به إلى حالته النهائية. وستكون النتيجة السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي نقرأ عنها في أماكن مثل إشعياء 65: 17؛ و66: 22، 2 بطرس 3: 13، ورؤيا 21: 1.


2) المواهب الروحيّة: 


عندما نتحدث عن المواهب الروحية يتبادر إلى ذهننا:


القدرات الخارقة للطبيعة في الأصل، التي يعطيها الروح القدس لأفراد معيّنين بهدف بناء الكنيسة.


يخلق الروح القدس هذه المواهب، بمنح قدرات جديدة إلى أشخاص كانت تنقصهم مسبقاً، أو بتعزيز القدرات الموجودة خارج المواهب أو الخبرة الطبيعية للشخص الذي يحصل عليها.


تَظهر لوائح أنواع المواهب التي أعطاها الروح القدس للكنيسة الأولى في أماكن مثل رومية 12، 1 كورنثوس 12، وأفسس 4. وتشبه بعض هذه المواهب، المواهب الطبيعية أو القدرات البشرية العامة. حيث توجد قدرات يمتلكها حتى الناس خارج الكنيسة بدرجة ما، وذلك لمجرد أنهم مخلِوقين على صورة الله – مثل الحكمة، المعرفة، الخدمة، التعليم، التشجيع، الكرم، القيادة، والرحمة. لكن كان لمواهب روحية أخرى مصادر مباشرة خارقة للطبيعة بشكل واضح، مثل الشفاء والقدرات المُعجزية. وما يزال بعضها كامن بين ما هو طبيعي وما هو خارق للطبيعة، مثل النبوة، التكلم بالألسنة، ترجمة الألسنة، وتمييز الأرواح.


إن المواهب الروحية هي قدرة الله، ويجب أن تُستَخدم من أجل شعبه ككل. وهي لا تُمنح لإشباع رغبات الأفراد أو لتعزيز حياتهم الروحية. بل لتمكين الكنيسة للخدمة ولتساعدها على النمو إلى مرحلة النضج في المسيح (رومية 12: 4-5، رسالة 1 كورنثوس 12: 7، أفسس 4: 7–16). وقد أشار بولس في 1 كورنثوس 12: 7 إلى أن المواهب الروحية تُعطى من أجل الكنيسة. ويمكن أن يستفيد الأفراد الموهوبين من مواهبهم الخاصة. لكنّ التركيز والهدف الأساسي لمنح المواهب هو لمنفعة الكنيسة. إنها أعمال قوة مبدعة يستخدمها الروح القدس ليبني كنيسته ككل.


3) التجديد الشخصي: 


تعلم الأسفار المقدسة أن البشر يولدون في حالة من الموت الروحي. وكما تشير رومية 5: 12-19، نحن مذنبون بخطية آدم، ومعرَّضون للموت نتيجة ذلك. وهكذا، وحتى يخلّصنا من هذا المأزق، خلق الروح القدس فينا حياة جديدة وذلك بجَعل أرواحنا تحيا أمام الله. ويتحدث الكتاب المقدس عن هذه الحياة الجديدة بعبارات التجديد والولادة الثانية (يوحنا 3: 3–8، تيطس 3: 5، 1 يوحنا 5: 1–18).


يستمر الروح القدس في العمل فينا، بعد تجديدنا، ليغيّر أفكارنا، مشاعرنا، وتصرفاتنا، ليجعل منا الأشخاص الذين يحبون الرب ويطيعونه (رومية 8: 1–16، 1 كورنثوس 12: 3، غلاطية 5: 16–25، فيلبي 2: 13). ولعل المناقشة الأكثر شهرةً عن قوة الروح القدس المغيِّرة، هي وصف بولس للثمر الذي يخلقه الروح القدس في حياة المؤمنين (غلاطية 5: 22-23).


تَنتُج كل هذه التغييرات في شخصيتنا من قوة الروح القدس الفعالة المبدعة، بينما يجعلنا مشابهين لصورة يسوع المسيح. وبالطبع، سيستخدم الروح القدس قوته في اليوم الأخير، ليقيم أجساد كل المسيحيين المؤمنين، ويعطينا أجساداً كاملة غير فاسدة مثل جسد يسوع.


عندما قال بولس في رومية 8: 23 أن أتباع يسوع لهم باكورة الروح، فقد اقتبس كلامه من ممارسة العهد القديم في تقديم الحصاد الأول كنموذج عن حصاد تلك السنة بأكمله. وبنفس الطريقة، يكون العمل الحالي للروح القدس في المؤمنين، فقط باكورة لشيء أعظم بكثير سيأتي. ولن ينتهي عمل الروح القدس حتى يُعيد خلقنا تماماً، رافعاً اللعنة والفساد عنا، ويُعيدنا إلى الحالة الأصلية الخالية من الخطية. وهكذا، أعطانا الروح القدس حياة الروح الجديدة، لكنه سيقوم في النهاية بإعادة خلق أجسادنا أيضاً.

يوم 28يوم 30

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم ت...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية