قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 16 من إجمالي 51

اليوم 16: الخالق (السلطة على الخليقة)

يمكننا أن نقول الكثير عن سلطة الآب كخالق. لكننا سنركّز على ثلاث من صفاتها الأساسية فقط: إن سلطته مطلقة، خاصة، وشاملة.

1) مطلقة: 

إن للآب سلطة مطلقة، بمعنى أن لديه حرية كاملة ليفعل ما يشاء بخليقته. وغالباً ما تشبّه الأسفار المقدسة سلطته المطلقة بسلطة الفخاري على الطين. ونجد هذا الوصف في أماكن مثل إشعياء 29: 16، إشعياء 45: 9، إرميا 18: 1-10، ورومية 9: 18-24.

2) خاصة: 

بالإضافة إلى امتلاكه سلطةً مطلقةً، فإن للآب أيضاً سلطة خاصة على كل ما خلقه. إن سلطة الآب كخالق، خاصة، بمعنى أنه لا يمتلك أي مخلوق سلطة مطلقة. فالسلطة المطلقة تخص الخالق وحده، والله هو الخالق الوحيد. وفوق هذا، عندما ننظر إلى الثالوث من الناحية التدبيرية، فإن للآب أيضاً سلطة على أقنومَي الثالوث الآخرَين. لقد علّم يسوع في يوحنا 5: 26-27 أن الآب فوّض إليه سلطته للحكم على العالم. وكانت هذه السلطة تكمن أساساً في الآب، وكانت امتيازه الخاص. لكنّ الآب عيّن الابن ليحكم باسمه. ونجد فكرة مماثلة في رسالة 1 كورنثوس 15: 24، حيث تخضع ملكية يسوع على الكون لملكية الآب الأعظم. وينطبق شيء مماثل على الروح القدس أيضاً. حيث تعلم فقرات مثل يوحنا 16: 13، رومية 8: 11، ورسالة 1 بطرس 1: 2 أن الروح القدس سيفعل مشيئة الآب أيضاً.

‫وكما أن سلطة الابن وسلطة الروح مفوُّضَتان من الآب، فإن سلطة المخلوقات مفوَّضة من الآب أيضاً. حيث أن للملائكة، الحكّام الأرضيون وحتى البشر العاديون مقدار من السلطة، لكنّ كل أنواع السلطات هذه مُفوَّضة من الله، حتى تكون سلطة الآب متفوقة على سلطة المخلوقات دائماً.

3) شاملة: 

بالإضافة إلى امتلاك سلطة مطلقة وخاصة، يمتلك الآب أيضاً سلطة شاملة على الكون. عندما نقول أن سلطة الآب شاملة، فإننا نعني أنها تمتد على كل الأشياء التي خلقها بكل تفاصيلها. ويوجد على الأقل مضمونان هامان لهذه الحقيقة. أولاً، إن الكل تحت سلطة الله. لا يوجد شخص أو أي كائن مخلوق آخر حر من الالتزام بطاعة الله. إن الملائكة والكائنات البشرية المُخلصة للآب، تُميّزه وتخضع له بإرادتها. لكن الأرواح الشريرة والكائنات البشرية غير المخلصة تتمرد عليه وترفض الخضوع لأوامره. ومع ذلك، تنطبق أحكام الآب الأدبية على الكل. فبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، أو من نحن، وبغض النظر عن ثقافتنا وديننا، كلنا مسؤولون أمام الله.

ثانياً، إن كل شيء تحت سلطة الله، حيث تمتد سلطته إلى كل تفاصيل خليقته. ولأن الله خلق كل شيء، ليس أي جانب من جوانب الخليقة محايد أخلاقياً. فقد خلق الله كل شيء لهدف معين، وأعطاه صفة أخلاقية. هذا يعني، أنه أياً كان الموضوع، وأياً كان جانب الخليقة الذي نتناوله، فلا وجود للحيادية الأخلاقية. فإمّا أن يعمل كل شيء في الخليقة وفقاً لمشيئة الله، وهو بالتالي صالح. أو يتمرد عليه، وبالتالي يكون شرير.

يميل العديد من المسيحيين، في العالم المعاصر، إلى تقسيم الحياة إلى أمور مقدسة، وأمور دنيوية. ويدرك معظمنا أن الأمور "المقدسة" مثل الكنيسة، العبادة، التبشير، ودرس الكتاب المقدس هي تحت سلطة الله. ونجاهد أيضاً للاعتراف بأوامر الله في عائلاتنا واختياراتنا الأخلاقية، ونتعامل معها كأمور مقدسة أيضاً. لكن يميل العديد من المسيحيين للظن بأن أوامر الله لا تحكم الأمور "الدنيوية" مثل السياسة، التربية، والعمل. لكن هذا التمييز المعاصر بين العالم المقدس والعالم الدنيوي ليس كتابياً. حيث تشير فقرات مثل أمثال 3: 6، جامعة 12: 14، و2 تيموثاوس 3: 16-17 إلى أن الله قد تكلم عن كل ناحية من الحياة البشرية، ويمتد سلطانه إلى كل ما نفعله.

يوم 15يوم 17

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​