معلومات عن خطة القراءة‌

سفر الرؤياعينة

سفر الرؤيا

يوم 5 من إجمالي 30

اليوم 5: الخلفية اللاهوتية (العهد)


على الرُّغمِ من أنَّ كلمةَ "العهدِ" تَظهرُ مرةً واحدةً فقط في سفرِ الرؤيا، فإن مّفهومَ العَهدِ في أسفارِ العَهدِ القَديمِ قد شكّل سفرِ الرؤيا من عدةِ نواحٍ هامة. فقد حدّد هذا المفهومُ التوقعات الأساسية التي يَجبُ أن تكون لشَعبِ اللهِ من جِهةِ حياتِهم في ملكوتِ الله. ووَعدَهم بالخَلاصِ والبَركةِ في المُستقبل. كما حثَّهم على التغلّبِ على كل المصاعبِ التي واجَهوها. ولكي نَفهمَ الدَورَ الذي يَلعَبُه مَفهومُ العَهدِ في سفرِ الرؤيا، من المُفيدِ أن نَستعرِضَ كيف تَطوَّرَت هذه الفِكرةُ في كلِ الكِتابِ المُقدس.


كان لكل عَهدٍ من عُهودِ اللهِ سِماتُه الفريدة، ولكن كانَ هناك نمطٌ ثلاثيٌ ميّزَ كلَ العهودِ الإلهية. أولاً، أظهرَ كلُ عهدٍ إحسانَ اللهَ الغامرَ نحوَ شعبِه. ثانياً، توقعَ اللهُ من شعبِه الولاء له تعبيراً عن امتنانهِم لإحسانِه. ثالثاً، وضعَ اللهُ نظاماً لملكوتِه بإثباتِه مبدأَ عدالةِ النتائج. بناءً عليه، ينالُ الموالون لله بركاتِه، أما غير الموالين فتنزلُ بهمِ اللعناتُ.


في العهدِ مع داود المذكورِ في مقاطعَ مثلِ ٢ صموئيل ٧: ١-١٧ والمزمور ٨٩،١٣٢، ثَبَّت اللهُ مملكةَ داود كوسيلةٍ لتوصيلِ بركاتِ اللهِ وتنفيذِ دينوناتِه بشعبه. وكان بنو داودَ نسلَ ملوكٍ خاضعينَ لله، ويُمثِّلونَ كلَّ المملكةِ أمامَ الله. وكما هي الحالُ بالنسبة للعُهودِ الأخرى، أظهرَ اللهُ إحسانَه وتَوقَعَ بالمقابلِ الولاء له. ولقد ذكَّر اللهُ بيتَ داودَ بنتائجِ بركاتِه وعَواقبِ لعَناتِه. لكنْ لاحقاً في تاريخِ إسرائيلَ، فَشِل نسلُ داودَ بصورةٍ مُريعَةٍ في إرضاءِ اللهِ، مما أدَّى إلى سقوطِ شَعبِ إسرائيلَ تحتَ لعنةِ اللهِ وجرِّهِ إلى السبي.


لكن حتى في أيامِ السَبِي، تنبأَ أنبياءُ إسرائيلَ بأنَه في آخرِ الأيامِ سيُجَدِّدُ اللهُ عهدَه من خِلالِ ابنٍ بارٍ لداوُد. وأشارَ النبيُّ إرميا إلى هذا التجديدِ بحديثِه عن العهدِ الجديد في إرميا ٣١:٣١.


بحَسبِ أسفارِ العهدِ الجديدِ، يُعتَبرُ المسيحُ الابنَ الأعظمَ لداودَ الذي سيتمِّمُ هذا العهدَ الجَديد. فيسوعُ المسيحُ هو المَلكُ في مَلكوتِ اللهِ على الأَرض. والله الملكُ العظيمُ أو الإمبراطورُ، قَطَعَ عَهداً مع يسوعَ وكنيستِه. ومن خلالِ يسوعَ ظهرَ أعظمُ إحسانٍ منحَه اللهُ للبشر. فالمسيحُ نفسُه تمَّم عنا كلَّ مُتطلباتِ الولاءِ نحوَ الله. وهو حَملَ لَعناتِ العَهدِ الأبَدية عندما ماتَ عِوَضاً عنا. وقد قامَ من المَوتِ في اليومِ الثالثِ ليُشارِكَ شَعبَه ببركاتِ عَهدِ اللهِ الأبدِية. وسيعودُ ثانيةً ليقدِّمَ لشعبِه بركاتِ اللهِ النَهائيةِ في الخَليقَةِ الجَديدة.


كان في الشعبِ الذي دخلَ في العهدِ مع الله دائماً أناسٌ أُمَناءُ وآخرون غيرُ أُمَناءِ. وهذه الحالُ ستَستمرُ حتى عودةِ المسيح. ففي أيامِ آدمَ ونوحَ وُجِد بين سكانِ العالم، المؤمنُ وغيرُ المؤمن. وهذا ينطبِقُ أيضاً على شَعبِ اللهِ الخاصِ في أيامِ إبراهيم، وموسى وداود. وحتى كنائسِ العهدِ الجديدِ كانت تَضمُّ خليطاً من المؤمنينَ وغيرِ المؤمنين.


بعضُهم كان لهُم إيمانٌ للخلاصِ في المسيح، والبعضُ الآخرُ لم يكن عندَهُم ذلكَ الإيمان. لذلك، عندما كتبَ يوحنا كتابَ الرؤيا إلى كَنائسِ آسيا الصغرى، بيَّن أن عدداً صغيراً فقط من قُرّاءِ كتابِه كانوا مؤمنينَ حَقيقيين. وكان المؤمنونَ ينتظرونَ بشَوقٍ أن يُكافئَ اللهُ ولاءهم له بالبركات. لكن آخرونَ في الكنيسةِ بدأوا يَتراجَعونَ عن وَلائِهم وصاروا في خَطَرِ الوقوعِ تحت لَعناتِ الله. واستِجابةً لهذا الظَرف، ذكَّر يوحنا قرَّاءَه بطبيعةِ حياةِ الفردِ الذي هو في عهدٍ مع الله.


فبَيْن المَجيءِ الأولِ للمسيحِ ومجيئِه الثاني، نحن نعيشُ في فترةِ امتحانٍ تُستعلنُ فيها حالةُ قلوبِنا الحقيقية. وعند عودةِ المَسيحِ سينالُ الذينَ يَثِقونَ بالمسيحِ بالكاملِ بركاتِ عهدِه، أما الذينَ لا يثِقون به فسيقَعون تحتَ لعناتِ العهد. انظر إلى ما قالَه يسوع للكنيسةِ في لاوُدِكِيَّة في الرؤيا ٣:١٦:


هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِداً وَلاَ حَارّاً، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي.


أقلُّ ما يمكنُ قولُه هو أنَّ بعضَهم في كنيسةِ لاوُدِكيَّة كانوا في خَطَرِ الارتِدادِ عن إنجيلِ المَسيحِ، لذلك أنذَرَهم يوحنا بأنه ما لم يَبقوا أُمناءَ فسوفَ يقَعون تحتَ لعَناتِ عَهدِ الله.


كانت هذه الإنذاراتُ في الواقعِ امتداداً لمَحبةِ الله لشَعبِه، لأنها أعطَت قرَّاءَ يوحنا الفُرصةَ ليتوبوا. في الحَقيقةِ، نحن نرى إحسانَ اللهِ في كلِّ سفرِ الرؤيا. وهذا الإحسانُ ظاهرٌ من خلالِ مَحبتِه لشَعبِه، وفي ذبيحة المسيح من أجلِنا، وفي ملكوتِ الله، وفي رَجائِنا بعودة المسيح. فاللهُ أحبَنا إلى درَجةِ أنه أرسَلَ ابنَه ليتألمَ من أجلِنا، وهو قامَ من الموتِ كي نحيا في مَلكوتِه إلى الأبد. ويَجبُ أن يُشجِعَنا إحسانُه لنبقى أُمَناءَ له، حتى في وَسطِ مُعاناتِنا الشديدة.

عن هذه الخطة

سفر الرؤيا

 يمكن لسفر الرؤيا أن يكون ممتعاً ومربكاً في نفس الوقت. فهو ممتع لأنه يسجل  رؤى دراميّة عن دور المسيح والكنيسة في تاريخ العالم. لكنه أيضاً مربكاً  لأني الصور المجازيّة الخاصة به غريبة جداً عن القرّاء المعاصرين. ورغم  ذلك،...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org

 

 

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية