معلومات عن خطة القراءة‌

الرسالة إلى العبرانيينعينة

الرسالة إلى العبرانيين

يوم 13 من إجمالي 19

اليوم 13: المحتوى المتكرر (تحذيرات للثبات)


يصف كاتب العبرانيين في 13: 22 رسالته "بكلمة وعظ". وهي تحتوي على حوالي 30 تحذيرًا واضحًا. تطرّقت هذه التحذيرات إلى مسألة محدّدة، لكنّها هدفت جميعها إلى مناشدة القرّاء الأوّلين على الثبات في ولائهم للمسيح.


نحتاج إلى أن ننظر إلى ميزتَين أساسيتين في تحذيرات الكاتب لضرورة الثبات. أوّلًا سنعلّق على الاستجابات التي أمل الكاتب أن يحدثها في القراء. وثانيًّا، سنلاحظ الحوافز التي قدّمها لمستلمي رسالته لكي يثبتوا.


1) الاستجابات:


إحدى أهمّ الميّزات في الرسالة إلى العبرانيين هي مدى الاستجابات التي استحثها الكاتب في مستلمي رسالته. بشكلٍ عام، حثّت تحذيرات الكاتب قرّاءه على تطبيق رسالته على حياتهم عاطفيًّا وذهنيًّا وسلوكيًّا. وكان من الضروري بالنسبة لمستلمي رسالته لكي يثبتوا أن ينتبهوا إلى مجموعة الاستجابات هذه. 


أولاً، غالبًا ما كانت تحذيرات كاتب العبرانيين لقرّائه تطال النواحي العاطفيّة لإيمانهم. في العبرانيين 3: 8–15 يقول، "لا تُقسّوا قلوبكم". وفي العدد 13 من الفصل عينه نقرأ، "عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، ... لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ". وفي المقطع التالي، من 4: 1 يقول الكاتب، "لنكن حذرين" أو بالمعنى الحرفي- الذي يتلاءم مع السياق - "فَلْنَخَفْ من ألّا ندخل راحة الله". ويشجّع القرّاء في 4: 16 بقوله فَلْنَتَقَدَّمْ "بِثِقَةٍ"، أو بجرأة إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ عَوْنًا. ويناشدهم في 10: 22 بقوله "لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ". وفي 10: 35 يحذّرهم قائلاً "لا تطرحوا ثقتكم" أو شجاعتكم.


وبقدر ما كانت هذه الناحية العاطفيّة مهمّة لدى كاتب العبرانيين، كان يعظ مستلمي رسالته بأن يطبّقوا كلامه على المستوى الذهني. وكان يرغب في أن تؤثّر كلماته الموحى بها من الله في تعاليمهم ومعتقداتهم اللاهوتيّة. على سبيل المثال، في العبرانيين 2: 1 يدعو قرّاءه لـ"يتنبّهوا أكثر" إلى ما سمعوه. وفي 3: 1 يحثّهم على "أن يثَّبتوا أفكارهم على يسوع". ويشجَّعهم في 6: 1 أن "يتركوا كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ" وينموا في المعرفة والفهم.


من اللافت للنظر أنّ كاتب العبرانيين لم يشدّد في البداية على عناصر سلوكيّة محدّدة. بالتأكيد كان لتحذيراته في أغلب الأحيان تأثيرات سلوكيّة، إلّا أنّ معظم عظاته السلوكيّة الواضحة تركزت في نهاية رسالته. في العبرانيين 12: 16 حذّر قرّاءه من "أن يكون أحدٌ زانيًا". وفي 13: 1–19 تكلّم عن أمور مثل الضيافة، والزواج، والاعتراف باسم المسيح، وفعل الخير.


2) الحوافز:


يربط الكاتب العديد من تحذيراته بـحوافز إيجابيّة. فمثلاً في العبرانيين 4: 13–16 يشير إلى قبول النعمة والعون من المسيح. وفي 13: 16 يريد الكاتب تحفيز قرّائه بإخبارهم أنّ ثمّة أعمالًا تُسرّ الله. ومن وقت لآخر يتكلّم كاتب العبرانيين عن المكافآت الأبديّة كحافز لهم على العيش بأمانة (مثال: العبرانيين 10: 35). 


لكن أيضًا غالبًا ما يستخدم كاتب العبرانيين حوافز سلبيّة لتحذير قرّائه. وهذه التحذيرات كانت بالدرجة الأولى تهديدات وتنبيهات من الدينونة الإلهية. على سبيل المثال، في العبرانيين 2: 2-3، يذكر الكاتب أنّ أولئك الذين عصوا الملائكة قد نالوا جزاءهم. فكيف يتوقّع أولئك الذين أهملوا كلمة الخلاص في المسيح أن ينجوا من حكم الله؟ وينبّههم في 6: 4–8 قائلاً إنّ كلّ من سقط "هو قريب من اللعنة". وفي 10: 26–31 يحذّرهم بهذه الكلمات: "بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ".


لا تعني التهديدات بالدينونة أنه يمكن أن يخسر المؤمنون الحقيقيون خلاصهم. فلم يصف كاتب العبرانيين قطّ المرتدّين بكونهم "قد تبرروا". ففي العهد الجديد، اقتصر استخدام هذا التعبير دائمًا على المؤمنين الحقيقيين. لكن من جهة أخرى، استخدم كاتب العبرانيين بعض المصطلحات التي غالبًا ما يستخدمها الإنجيليون للمؤمنين الحقيقيين فقط، حتى وإن لم تستخدم في العهد الجديد بهذا المعنى (مثال العبرانيين 6: 4–6؛ 10: 29، 32).


يستخدم العهد الجديد وصفًا مشابهًا لأولئك الذين يشتركون في ما يسمّيه اللاهوتيّون غالبًا "الكنيسة المنظورة". وهذا مختلف تمامًا عن "الكنيسة غير المنظورة"، أو جماعة المؤمنين الحقيقيين. فالذين هم جزء من الكنيسة المنظورة ينتمون إلى الكنيسة في الظاهر، ولكن ليس بالضروري روحيًا من الداخل. وهذا التمييز ضمن الكنيسة يشبه الطريقة التي تميّز بها رسالة رومية 2: 28-29 بين اليهودي "في الظاهر" فقط phaneros φανερός - فانيروس في اليونانية – الذي يحمل في جسده علامة الختان الخارجية، واليهودي "من الداخل"- kruptos κρυπτός كروبتوس في اليونانية-المختون القلب.


لا بدّ أن نتذكّر دائمًا أنّ التهديد بالدينونة الإلهية لأولئك المرتدّين عن الإيمان لا يقتصر على العبرانيين. إذ نرى تهديدات مماثلة في 1 كورنثوس 10: 1–13 و2 بطرس 2: 12 و22. بالإجمال، يعلّم العهد الجديد أنّ من كان له إيمانٌ خلاصيٌ بيسوع المسيح سوف يثبت إلى النهاية. أمّا أولئك الذين يرفضون المسيح تمامًا يُظهرون أنّ إيمانهم لم يكن يومًا إيمانًا خلاصيًّا. بل على العكس، كان إيمانهم ما يدعوه اللاهوتيون غالبًا بالإيمان "المؤقّت" أو "الإيمان الزائف". كذلك يرد شرح ذلك في رسالة 1 يوحنا 2: 19. في كلّ وقت يتنكّر أحدهم للإيمان المسيحي، يُظهر أنّه لم يكن ينتمي حقيقة إلى الكنيسة غير المنظورة.

يوم 12يوم 14

عن هذه الخطة

الرسالة إلى العبرانيين

 تعد الرسالة إلى العبرانيين أحد أكثر الأسفار تحدّياً في العهد الجديد. فمن  الصعب فهم العديد من موضوعاتها وأفكارها الرئيسية وهي تميل إلى تناولها  بشكل مختلف عما تقوم به أسفار العهد الجديد الأخرى. ولكن من المفيد أن ندرك  أ...

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: 

http://arabic.thirdmill.org/seminary/course.asp/vs/heb

تستخدم YouVersion ملفات تعريف الإرتباط لتخصيص تجربتك. بإستخدامك لموقعنا الإلكتروني، فإنك تقبل إستخدامنا لملفات تعريف الإرتباط كما هو موضح في سياسة الخصوصية