(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
أّتخذ الربّ له خيمةً ليسكن في وسط إسرائيل. هذه الخيمة تعبّر إذًا أولًا عن محبة الله لشعبه. فهو يسكن في وسطهم ليكون قريبًا من الجميع، وعلى نفس المسافة من الجميع؛ فكلّهم أولاده وهو يحبّهم. واتخذ الله خيمةً، لا مسكنًا ثابتًا أو مبنيًّا، لأن شعبه كان يعبر الصحراء ويرتحل فيها من مكان إلى مكان. إذًا أراد الله أن يرافق شعبه في حلّه وترحاله. الله يسير مع شعبه، يرافقهم ويحمل معهم عناء السفر. وهذه المرافقة هي أيضًا من علامات المحبّة والتقرّب.
ولكن مشروع الله هو أبعد من هذا الحضور العام ضمن الجماعة. الله يريد أن يدخل في علاقة شخصيّة مع كلّ مؤمن. من هنا نفهم أنّ هذه الخيمة حملت اسم "خباء المحضر"، أي أنّها المكان الذي يجب أن يحضر فيه كلّ إنسان ليكون في حضرة الله. من هنا نجد مرات عديدة في سفر الخروج أن الربّ يدعو كلّ ذي حاجة او مظلوم او معذّب أن يأتي إلى باب خباء المحضر ليشكو حاجته إلى السيّد الربّ، وكان الربّ يجيبهم. هذه العلاقة الأبوّية هي عمق مخطّط الله والخطوة الأولى في سبيل تحقيق مشروعه الخلاصيّ.
وتتوضّح صورة هذه العلاقة الشخصيّة بشكل هائل مع موسى الذي يكلّمه الله وجهًا لوجه، كما يكلّم الإنسان صاحبه؛ علاقة مودّة حميمة، بدون أي حاجز أو عائق. اتّصال مباشر وحقيقيّ.
تأمل في النص
أوّل ما يتبادر إلى ذهننا هو تمجيد موسى على النعمة الاستثنائيّة التي نالها، فجعلت منه أعظم الأنبياء، على ما يقول سفر تثنية الاشتراع: "ولم يقُمْ مِنْ بَعدُ نبيٌّ في إسرائيلَ كموسى اّلذي عرَفَهُ الرّبُّ وجها إلى وجه" (تث 34 : 10). وحسنًا نفعل في تمجيد موسى على ما ناله من حظوة وهو له أيضًا علينا الحقّ في ذلك.
ولكنّنا لو تأمّلنا قليلًا في واقع الحال لأصابتنا أشدّ صدمة. فإن كان موسى شاهد الله وجهًا لوجّه فنال كلّ هذا التعظيم، فما الحريّ بي أنا وانت، الذين تجسّد ابن الله من أجلنا وسكن بيننا. لا بل وتبنّانا للآب بالمعمودّية وصرنا جسده السريّ؛ أعضاء في جسم الكنيسة الذي هو رأسه. وأرسل لنا الروح القدس ليحيي هذا الجسد الكنسيّ ويقدّسه. فأي مجد هذا الذي نلناه؟ وكم هو أعظم من مجد موسى ومن مجد سائر الأنبياء؟
لم يعد هناك من انفصال بيننا وبين الربّ خالقنا، بل أدخلنا في وحدة معه لا انفصال فيها. نحن الموسومين بوسم العماد نحمل على جباهنا ختم الحمل. هو يسكن قلوبنا ونحن ننطق باسمه. ونحمله إلى أربعة اقطار العالم وننشر بركته على سائر الأمم.
الفكرة الرئيسة
مشروع الله هو أن يدخلنا في علاقة شخصيّة معه. كلّمنا بأشكال شتّى في العهد القديم. وأدخلنا في شركة معه بواسطة سرّ العماد المقدّس.
صلاة
اجعلني يا ربّ أكتشف حضورك الهائل في عمق كياني، تملأ خلايا نفسي وتحييني. لا تجعلني أحيد عن النظر إلى وجهك الكريم، فأستنير بنوره واسير بهديه، متّجهًا يومًا بعد يوم نحوك أنت وحدك، حتّى ألتقيك اللقاء الأخير في السعادة الابدّية، برفقة الرسل والأنبياء وسائر الأبرار والقدّيسين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More