(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
الله الخالق العظيم هو النور والبهاء كلّه. من يلتقي الربّ لا بدّ أن يتغيّر من الداخل. لا يمكن أن تتواصل الطبيعة البشرّية مع الله المطلق إلّا وأن تسمو طبيعته البشرّية التي لامست الإلهيّات. وها هو موسى، الذي نال قبل كلّ البشر حظوة أن يرى الله وجهًا لوجه، يتغيّر وجهه ويصبح مشعًا. فمن الآن وصاعدًا سيعكس هذا النبيّ العظيم وجه الله. سوف يرى العالم، من خلاله، وجه المخلّص.
كما وأن موسى يتحوّل أيضًا إلى منارة، تشع نورها في ظلمات هذا العالم وتتغلب على الشرّ الحالك وتبيده. ليس موسى كليم الله فقط، بل من خلال هذا اللقاء المميّز يصبح حاملًا لله، ويشكّل جسر وصل بين السماء والأرض.
ولكن، يلفت نظرنا أيضًا انّ وجه موسى أصبح مشعًّا لأنّ وجه الله مشعّ. إذًا، من ينظر إلى الله مطوّلًا لا بدّ أن يصبح وجهه شبيهًا بالله. وهذا كلام صحيح نجده في يومنا هذا. من يتقرّب من الله بصدق يتّسم وجهه بنفحة السلام وتشعّ عينيه بنور الملكوت؛ لدرجة أنّنا اعتدنا في لهجاتنا المحكيّة أن نعبّر عن الرجل المؤمن بقولنا: "صورة الله على وجهه". وهكذا نحن مدعوّون إلى أنّ نكون أيقونة حيّة للربّ وصورة طبق الأصل عن بهائه.
تأمل في النص
رأى موسى الله مرّةً واحدةً، وجهًا لوجه، فطفر النور منه أديم خدّيه دون انقطاع. تغيّر موسى للأبد. لم يعد محصورًا بتراب الأرض، بل تمجّد ترابه متّخذًا نور السماء. هذه صورة استباقيّة لمجد القيامة التي حقّقها لنا يسوع؛ وهو كان يظهر لتلاميذه كطيف مضيء يخترق الأبواب الموصدة. نحن اليوم نرى الله وجهًا لوجه بشكل دائم وبدون انقطاع، هو المتجسّد الحاضر دومًا في كنيسته. لذلك، فوجوهنا لا بدّ أن تكون شموسًا مشرقةً بأنوار القيامة وأفراح السماء. لا يمكن لمؤمن حقيقيّ أن يحمل وجهًا كالحًا حزينًا ويائسًا.
في كلّ مرّة نرى فيها اسودادًا على وجوهنا علينا أن نفعل أمرين: أوّلًا ان نتساءل وبصدق عن مدى إيماننا ومدى قوّة العلاقة التي تربطنا بالمخلّص. وعلينا فورًا ان نبحث عن وجه يسوع، أن ننظر إليه مطوّلًا ونملأ كياننا من نوره الإلهيّ، فيعيد هو إشعال وجوهنا ببريق السماء. من ينظر إلى يسوع بعين الإيمان، يطبع على وجهه صورة المخلّص. فيتحوّل بذلك إلى مبشّر دائم، إذ يظهر يسوع لكلّ من يلتقي به في الطريق.
الفكرة الرئيسة
يطبع الله صورة وجهه في كلّ مؤمن حقيقيّ. يتحوّل المؤمن إلى حامل لله، مبشّرًا به كلّ من يلتقيه.
صلاة
أرنا وجهك يا الله، واجعلنا نحدق به ليل نهار. اطبع فينا رسمك واختمنا بختمك واملأنا من نورك. نريد يا ربّ أن نكون علامةً صادقةً لوجودك، تكسر الظلام المحيط بكلّ تائه ومشرّد عنك.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More