(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
بعد أن اظهر موسى الكثير من الشدة والحزم أمام الشعب بسبب خطيئته وعبادته للعجل الذهبي، بعد أن رأينا ثلاثة آلاف رجل يموت، نجد موسى نفسه، ينطلق فورًا للصلاة من أجل الشعب، طالبًا لهم المغفرة. هذا المشهد يؤكّد لنا مرّةً جديدةً أنّ الكتاب المقدّس هو للتعليم والإرشاد وليس للحكم على الإنسان. غضب موسى إذًا لا ينبع إلّا من قلب أب يحبّ أبناءه ويريدهم كاملين لا عيب فيهم، يريده أفضل الناس. ولكن، وبعد ثورة غضبه التربويّ، يسارع هو لفعل كلّ ما هو بوسعه ليساعدهم على تخطّي الأزمة والعودة الى طريق الصواب.
من ناحية ثانية، نجد أنّ موسى لا يملّ من الصلاة، فهذه هي المرّة الثانية التي يتوجّه فيها إلى الله بسبب هذه الخطيئة. يعلم موسى أنّ العلاقة مع الله تحتاج إلى قلب كريم لا يتسخر اللقاء بالربّ مرّةً ومرّتين وأكثر. ليس ذلك لأن الله لا يريد الاستجابة من المرّة الأولى، بل لأن علاقتنا بالله يجب أن تكون علاقة بنوّية والأبناء يسرّون بالكلام مع آبائهم كما أن الآباء يغتبطون برؤية أبنائهم. هذه العلاقة تتقوّى مع كلّ لقاء يكون أساسه المحبّة.
وأكثر ما يؤّثر فينا هو هذا الاّتحاد الذي يعيشه موسى مع شعبه، رغم خطيئتهم العظيمة. يربط مصيره بمصيرهم. فمن تعلّم المحبّة من الربّ لا يفصله شيء عن محبّته إخوته. ومن ناحية ثانية، يفهم موسى أنّ الله اختار أن يسكن في وسط شعب. فهذا الشعب هو، وبالرغم من ضعفه، نعمة بالنسبة لكلّ إنسان، إذ يمكنّه من لقاء الربّ. لذلك يعتبر موسى أن زوال شعب الله المختار سيلغي حتّى بالنسبة له هذه الفرصة الفريدة بأن يلتقي وجه رّبه في هذه الجماعة المختارة.
تأمل في النص
كنيستي هي نعمة سماوية منحني الله إّياها لتكون، بالرغم من ضعفها، مكان اللقاء به. لا يمكننا ان نلتقي وجه الربّ إلا في وجه الأخ والقريب. هذا ما أعلنه يسوع صراحةً في الفصل 25 من إنجيل متّى، قائلًا: كلّ ما فعلتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي فعلتموه. وهؤلاء الإخوة الصغار ليسوا بالضرورة صالحين. فهو يدعونا لزيارة ليس فقط المرضى بل أيضًا لمن هم في السجن.
إذًا، جماعة المؤمنين لم تصل بعد إلى الحالة الملائكيّة، بل هي في مسيرة وجهاد للتقدّم شيئًا فشيئًاعلى طريق القداسة. من هنا، نحن مدعوّون إلى التمثّل بموسى وأن نتعلّم منه حبّ الكنيسة والوقوف إلى جانبها، خاصّةً حين تقع في الخطأ؛ ليس لنصرة الخطأ بل لمساعدة الخاطئ على التحرّر من براثن الشرير. فموسى لم يتساهل في معاقبة الخاطئين، ولكنّ ذلك لم يمنعه من الصلاة مرّتين من أجل ارتدادهم والتضامن معهم إلى درجة التماهي.
الفكرة الرئيسة
الإصرار في الصلاة علامة حبّ وودّ للربّ الإله. وهذا الحبّ يتجسّد أيضًا في بعده الأفقيّ، أي أن أتّحد بأبناء كنيستي وأحمل معهم وزر خطاياهم.
صلاة
أرفع إليك اللهم كنيستي بضعفها وقوّتها، بقداستها وسقطاتها تحت ضربات العدوّ. وأسألك ان تجعل منّي نورًا، ولو يسيرًا، يطرد عنها ظلمات الزمن الصعب. احفظنا يا ربّ في نعمتك لنبقى على الدوام علامة حضورك في العالم ورسل خلاصك إلى أربعة اقطار العالم.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More