(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
يعتقد الإنسان أنّ أفعاله تخفى على الله، وينسى بالتالي أنّه دومًا في حضرة الله أو أنّ الله مشغول عنه بأمور أخرى. ولكنّ الله يعلم كلّ شيء ويعرف ما في القلوب. وبالأكثر فإنّ الشعب هو شغل الله الشاغل، لأنّ الربّ أب يحبّ شعبه ويخاف عليه، وهو يرافقه خطوةً خطوةً في مسيرته في الصحراء نحو أرض الميعاد. لذلك فهو أوّل من يشير إلى أنّ الشعب تخلّى عن الطريق القويم وانغمس في الشر.
أمام هذه النكسة، يسارع الله إلى صفيّه موسى، الرجل الوحيد الذي بقي أمينًا صادقًا، ليبني عليه شعبه من جديد. القديسون هم أساس بنيان الكنيسة، يشاركون الله في إتمام مشروعه الخلاصيّ. ويتعامل الله مع قدّيسيه معاملة الشركاء الحقيقيّين، فنجده يسارع إلى إخبار موسى بكلّ ما حصل. يجب أن يكون موسى مدركًا لجميع الجوانب المحيطة بالرسالة الموكلة إليه.
من يسير مع الله يضمن لنفسه أنوارًا سماوّيةً ترشده في كلّ خطوة نحو الطريق الصحيح. وحتّى وإن أخطأ الطريق، دون أن يتخلّى عن الله في قلبه، سيبيّن له الروح القدس الخطأ من الصواب ويعينه على العودة إلى جادة الصواب.
الله نور. فمن يفتح عينيّ قلبه إلى الأنوار الإلهيّة لن يضلّ الطريق أبدًا.
تأمل في النص
"الرّبُّ نوري وخلاصي فمِمَّنْ أخافُ؟" (مز 27 : 1). في مسيرتي مع الله قد لا أتمكّن من رؤية ما ستكون عليه الطريق بوضوح. قد أتوهّم أنّني سأتوه وأنّي سأكون وحيدًا. ليس من السهل أن أفهم ما هي مخطّطات الله وما هي سبله. وأكثر من ذلك، في مسيرتي الصعبة هذه، يختارني الله رسولًا له ولكلمته وشريكًا في مشروعه الخلاصيّ. يطالبني الربّ أن أرشد الآخرين حين أحتاج أنا لمن يرشدني.
ولكنّه يدعوني اليوم أن اكتشف خطواته الخفيّة ترافقني في الطريق ويديه القويتين تحيطان بمسيرتي وتمنعاني من الوقوع وأن اسمع صوته الهامس الصارخ بكلّ ما هو ضروريّ لنجاحي في ما أنا مرسل إليه. لست وحدي في الطريق ولن أكون أبدًا. فالذي اختارني وأرسلني هو يضمن نجاح المهمّة، لأن المشروع هو مشروعه والخلاص الموعود موجّه لأناس هم أبناء الله، وبالتالي فإن الربّ يحبّهم لدرجة قادته أن يتخلّى عن عرشه السماويّ ويسكن بينهم وأن يتحمّل كلّ الآلام والموت من أجلهم. لذلك نحن علينا أن نصدّق من قال لنا أنّ "... وقوّات الموت لن تقوى عليها" (متى 16 : 18) وأنّه باق معنا حتّى منتهى الدهر. الله وعد، وهو أمين في وعوده. فالباقي هو دوري أنا في أن أجعل ذلك المخطّط يجد اكتماله فيّ كي لا أرمي بنفسي خارج القطيع وأنغمس أنا في عبادة العجل.
الفكرة الرئيسة
الله يرى فينا شركاء حقيقيّين في مشروعه الخلاصي. وبالتالي فهو يعلمنا بكلّ ما هو ضروريّ لمسيرتنا في إتمام هذه الرسالة.
صلاة
أعطنا يا ربّ أنّ نفهم عمق دورنا في مشروعك وأن نؤمن بما أرسلتنا إليها وبأنك حاضر في كلّ خطواتنا. نوكل إليك ضعفنا لتسنده وشكّنا لترفعه وخوفنا لتزيله. فأعطنا أن نسمع كلّ لحظة صوتك العذب يرشدنا، لأنّك راعينا الصالح الذي معه لا يعوزنا شيء.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More