(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
الشعلة المضاءة أمام المذبح من المساء الى الصباح رمز قويّ للألوهة. فالنار ترمز أولًا للتطهير. والله هو هنا، في وسط شعبه ليطهّره من خطاياه وأدرانه. والنار ترمز للنور. والله يقود كنيسته ويحميها من أبواب الجحيم المفتوحة لابتلاعها. والنار ترمز أيضًا للدفء بمعنى الحضور الدافئ والمرافق والمعزّي. والله ينظر إلى جهاد كنيسته كيف تسير كالحملان بين الذئاب، ويرى جراحات استشهادها، فبقى دومًا حاضر معها يقوّيها ويعزّيها في حمل الصليب خلف يسوع المخلّص.
والنار ترمز أيضًا إلى الحياة. فكلّ حيّ هو دافئ. وعندما يفارق الإنسان الحياة أوّل ما يحدث هو أن تبرد أطرافه. لذلك ساد الاعتقاد قديًما، أنّ في قلب كلّ إنسان قنديل صغير مضاء، يدفّئ الجسد. وعندما ينفذ القنديل من زيته، تنتهي أّيام ذلك الإنسان. لذلك فالقنديل أمام مذبح الله يبقى مضاءً ليل نهار، دون انقطاع، لأنّ الله حيّ لا يموت. ذلك الذي وضعنا عليه كلّ اتكالنا هو حيّ أبدًا، لذلك فرجاءنا لن يخيب.
واللهب يرمز أيضًا إلى الله. فنحن لا نفهم ممّا يتكوّن اللهب. إنّه سرّ، كما الله سرّ. واللهب ضعيف، يمكن إطفاؤه بنفس واحد. ولكنّه قويّ جدًا قادر على إشعال الدنيا بأسرها. وهذا أيضًا رمز لله طويل الروح والصابر بوداعة أمام خطايا البشر، لدرجة أنّه يظهر في أعينهم ضعيف. إلّا أنّه في الحقيقة كليّ القدرة لا يغلبه شرّ ولا شريّر، بل هو الديان العظيم وله وحده الكلمة الأخيرة.
تأمل في النص
كلّما أضأنا شمعةً أمام الربّ، فليكن عملنا صلاة تأمّل وليس مجرّد حركةً روتينيّةً فارغة. أنا مدعوّ لأن اضع أوّلًا خطاياي في نار الربّ الغافرة، تائبًا عنها وقاصدًا عدم العودة إليها. ويرشدني في مسيرتي هذه نور الربّ الذي يهبني إيّاه الروح القدس، الذي يقود خطاي كلّ حين. ورفيقي في الدرب نحو السماء يبقى الله الذي هو راعيّ الصالح؛ معه لا يعوزني شيء.
كلما أضأت شمعةً أعترف أمام الجميع أنّ إلهي حيّ لا يموت وأنّه حاضر وفاعل في التاريخ، رغم أن الشرير يريد إقناعي بأنّه غائب وأنّه لا يهتمّ بما يحصل معي. تلك الشمعة الوادعة تذكّرني أنّ الربّ وديع ومتواضع القلب، لا لضعف فيه، بل لأنه يحبّ الأشرار ليهديهم أكثر ممّا يفرح بتسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى التوبة.
قلب الربّ نور، ليس فيه ظلام. قلب الربّ حبّ لا يريد الحكم على الناس. هو لا يحمل لنا سوى الدفء والحبّ والخلاص، لكلّ من يفتح له باب قلبه ليقبله.
الفكرة الرئيسة
الشمعة رمز عميق يدّلنا على الربّ. ونحن مدعوون أن نحوّلها إلى صلاة تأمليّة برموزها.
صلاة
اجعلني يا ربّ قادر على رؤية حضورك المنير والمطهّر والمخلّص في حياتي. وساعدني على الشهادة بذلك أمام الناس، فأتحوّل بدوري شمعةً حيّةً في هذا المجتمع الذي تجتاحه ظلمات الخطيئة. اجعلني شمعةً تدفّئ كلّ من يعاني برد البعد عنك، لأدله عليك أنت يا دفئ القلوب.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More