(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSýnishorn

شرح النص

ابتدع الفريسيون ومعلمي الشريعة تقاليد معقدة في تطبيق الشريعة وفرضوها على الناس، وكان بعضها يتناقض مع تعاليم ووصايا إلهية واضحة، ذلك لأن هذه التقاليد كانت تخدم مصالحهم المادية. وفدت إلى الجليل، حيث كان يسوع يُعَلِّم، بعثة من المركز الرئيس في أورشليم لكي يفحصوا مدى خضوع يسوع للتقاليد، فرأوا أن تلاميذه يكسرون التقاليد بعدم غسلهم أيديهم قبل الطعام، فيرفعون الأمر ليسوع سائلينه لماذا يسمح لهم بهذا التجاوز؟

فيرد عليهم يسوع بما هو مناسب: التلاميذ يكسرون التقاليد، أمَّا أنتم، فبالتقاليد تكسرون وصايا الله. ويشير إلى التقليد الذي سنوه والذي مفاده أن من يسند أباه وأمه بمبلغ من المال تطبيقًا للوصية، إذا قدم هذا المبلغ للهيكل فهو معفى من الوصية. إن في هذا التقليد كسر فاضح لوصية إلهية: أكرم أباك وأمك. قال لهم: "أبطَلْتُم كلامَ اللهِ مِنْ أجلِ تقاليدِكُم" (آ 6).

ثم يقتبس لهم قولًا لإشعيا النبي، متهمًا إياهم بأنهم يعبدون الله بالظاهر، أمَّا قلبهم فبعيد عنه، وهم يكسرون كلامه بتقاليدهم لأن فيها منفعة مادية لهم.

تأمل في النص

لكل مجتمع تقاليده، ولكل جماعة دينية تقاليدها. جيدة هي التقاليد عندما لا تتناقض مع جوهر التعاليم الإلهية لأنها تحافظ على المجتمع من الانفلات وتدرب الجماعة على الانضباط والتدرج في الحياة الروحية. لكن لا يجوز، بأي شكل من الأشكال، أن نسمح بتقليد يتعارض مع كلام الله الواضح، لأن في ذلك تعدًيا على الله نفسه. إن جوهر الوصايا الإلهية هو عمل المحبة. وعندما نقول المحبة نقول الرحمة واحترام كرامة الإنسان، والعدالة الاجتماعية والمساواة. 

فكل تقليد يحفظ "المحبة" لا مانع من الأخذ به في الحياة العملية. لنحذر القادة الذين يستخدمون التقاليد الاجتماعية والدينية لجني المنافع المادية مع التفريط بقانون المحبة. إن ممارسة التقاليد الدينية مظهر من مظاهر العبادة. لا بأس، على أن تترافق هذه المظاهر مع جوهر العبادة، الذي هو السلوك بالمحبة تجاه كل الناس. حذارِ العبادة الظاهرة على حساب العبادة الحقيقية.

الفكرة الرئيسة

إن جوهر التعاليم الإلهية هو المحبة. الله محبة، ولا يجوز أن نفرط بمبدأ المحبة لأي سبب، بما فيه التقليد. ممارسة التقاليد الدينية ضرورية شرط أن تترافق مع حياة التقوى الحقيقية.

صلاة

دربني إلهي في حياة المحبة والتقوى، داخليًا وخارجيًا. أبعد عني الرياء الديني في العبادة.

خذ قرارًا لهذا اليوم