(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSýnishorn

شرح النص

كان معلمو الشريعة والسلطات الدينية اليهودية فرضوا على كل ذكر يهودي بالغ ضريبة سنوية مقدارها درهمان للمساهمة في مصاريف الهيكل. وفي أحد الأيام، استفرد جباة ضريبة الهيكل ببطرس فسألوه لماذا لا يوفي معلمه الضريبة المتوجبة للهيكل على كل يهودي. السؤال يتناول أيضًا موضوع دفع الضريبة للرومان كما نفهم من الأناجيل الأخرى من جواب يسوع. كان هذا فخًا ليسوع ليُظهروه معادًيا للسلطة الدينية إن رفض، ومعادًيا للسلطة الدينية إن قبل بمبدأ دفع الضريبة للرومان. علم يسوع بالأمر، ولما رجع بطرس إلى البيت عاجله يسوع بسؤاله حول الموضوع. أثار يسوع موضوع الضريبة التي فرضها الرومان على اليهود. ونفهم من سؤال يسوع أنه كان غير موافق على هذا التدبير لأن أهل البلد احرار من الضريبة، والضريبة تُفرض على الغرباء بدل استفادتهم من مقدرات البلاد التي هي ملك أهل البلد. أعلن بطرس موافقته على رأي المسيح. لكن يسوع، كونه لم يُرد أن يُثير هذا الموضوع في المجتمع اليهودي لئلا يؤدي إلى الثورة، افتدى الأمر بدفع الضريبة بطريقة تثير الدهشة وتحمل دلالات لاهوتية: سيد البحر والأرض كلها يدفع الضريبة كأي إنسان يهودي عادي.

تأمل في النص

يثير النص موضوعًا اجتماعيًا وسياسيًا بامتياز: جدلية خضوع المؤمن لضريبة فرضتها سلطة دينية أو سلطة مدنية غريبة محتلة. على الرغم من أن السؤال يتضمن الضريبتين، غير أن يسوع تجاوز موضوع الضريبة إلى الهيكل وركز على الضريبة إلى السلطة الغريبة المحتلة. نعتبر أن تجاوز يسوع الموضوع الأول هو موافقة عليه. نعم شعب الهيكل مسؤول عن مصاريف الهيكل، وأبناء الكنيسة مسؤولون عن تغطية مصاريف الكنيسة. إنها بركة أن نساهم بهذه الطريقة في خدمة الله.

بخصوص الموضوع الثاني، واضح أن يسوع غير موافق على مبدأ أن يدفع أهل البلاد ضريبة للغريب المحتل. لكن، لما كان تمنعه من الدفع سيُساء فهمه من السلطة الدينية، وقد يساهم في إشعال ثورة شعبية لم تكن من صلب اهتماماته، فضل أن يذهب الميل الثاني مع الخصم، ويتبع طريقة سلمية ويدفع الضريبة. فهو، سيد الخليقة، ساوى نفسه بمواطن عادي، رسم لنا طريقًا لصنع السلام. ليس في هذا جبنًا بل حكمة ودفع ثمن صنع السلام. فلنسر في درب المسيح بحكمة وتمييز.

الفكرة الرئيسة

شعب الهيكل مسؤول عن مصاريف الهيكل. أبناء الله يصنعون السلام ويدفعون الثمن.

صلاة

يارب علمني أن أعطي بسخاء لخدمتك، وأضحي لصنع السلام في البيت والعمل والوطن.

خذ قرارًا هذا اليوم