(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSýnishorn

شرح النص
يوجه المسيح أقواله، في هذا النص، إلى معلمي الشريعة. فقد كانوا هؤلاء يتفوهون بأقوال جميلة حين كانوا يعلمون؛ لكن حياتهم العملية لم تكن تنطبق على أقوالهم: أقوالهم صالحة، وأعمالهم شريرة. يستحضر المسيح صورة الشجرة لاستعمالها كاستعارة: الشجرة الجيدة تحمل ثمرًا جيدًا، والرديئة ثمرًا رديئًا، "فالشّجرَةُ يَدلّ علَيها ثَمَرُها." ثم يتحول المسيح إلى معلمي الشريعة ليسألهم: "كيفَ يُمكِنُكُم أنْ تقولوا كلامًا صاِلحًا وأنتُم أشرارٌ؟ ". ثم يستخدم المسيح مثلًا شعبيًا ليوضح حقيقة مهمة: "مِنْ فَيضِ القلبِ يَنطِقُ اللّسانُ. " فإذا كان القلب شريرًا، وإن نطق بكلام ظاهره صالح، يكون مراده شريرًا لأنه موجه بنية شريرة يوجهها القلب. ويطبق المسيح، ضمنًا هذه الصورة على معلمي الشريعة الذين، وإن كانت أقوالهم صالحة، جوهرها شر لأنها تصدر عن قلوب شريرة. ثم يخلص المسيح إلى قانون عام: "كل كلمة فارغة يُحساب قائلها عليها ". ويعني ب "الكلمة الفارغة" الكلمة التي قد يكون ظاهرها صالح لكنها تُنتج شرًا لأنها فائض من قلب شرير. وعلى هذا الأساس، فإن نتيجة أقوال الناس هي التي تحدد طبيعتها صالحة أم شريرة. وينتهي يسوع من حيث بدأ كلامه.
تأمل في النص
إن أبسط وأوضح تعريف للرياء: "عدم انسجام بين حالة القلب وظاهر الكلام". أحيانًا كثيرة نتفوه بكلام جميل، نجامل به الناس ونستعمله للتحبب إليهم، لكن إذا كان هذا الكلام الجميل مختلف عن حالة القلب الحقيقية فنحن، بكل اسف، نمارس الرياء. ولن يكون الحل بأن نتوقف عن الكلام الجميل ونذهب إلى الكلام المؤذي عندما يكون القلب مملوءًا بغضًا وحقدًا وحب انتقام. الحل الأمثل هو معالجة القلب. إخراج الشر منه. إن هذا لا يتم بعملية ميكانيكية، بل بتحوّل جذري: يجب أن يتبدل القلب، ننبذ القلب الشرير، ونأخذ القلب الطاهر. وهذا يتم فقط بعمل إلهي يفعله الروح القدس فينا. بمفهوم العهد القديم، القلب هو ماكينة التفكير، ومستودع الأفكار والنوايا، وموجه الأعمال. وقد جاء في سفر الأمثال: "مِنْ كُلِّ تكبُّرٍ احفَظْ قلبَكَ، لأنَّ مِنهُ يَنابيعَ الحياة. تجَنَّبْ كُلَّ نِفاقٍ في القولِ، وَأبعِدْ عَنكَ كُلَّ كلامٍ مُراوغٍ" (أم 24–23 :4).
الفكرة الرئيسة
إن حالة القلب هي التي تحدد جوهر الإنسان. وظاهر الكلام لا يعكس بالضرورة حالة القلب.
صلاة
ربي وإلهي! ساعدني كي أتخلص من كل رياء بالكلام. "قلبًا طاهرًا أُخلُقْ فِيَّ يا اللهُ وروحًا جديدًا كوِّنْ في داخلي." (مز 51 : 12),
خذ قرارًا لهذا اليوم
Ritningin
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More