صديقات العريسعينة

اليوم الثاني: مجد التناقص

يَنْبَغِي أنْ تَزْدَادَ أهَمِّيَتُهُ، وَأنْ تَنْقُصَ أهَمِّيَّتِي.
— يوحنا ٣:٣٠ (ERV-AR)

هذه واحدة من أكثر العبارات تواضعًا وتأثيرًا في كل الكتاب المقدس. يوحنا المعمدان، الذي كان لديه تلاميذ وشهرة وتأثير، لم يُقاتل للحفاظ على مكانته. لم يقاوم خسارة شعبيته. بل على العكس، كان يفرح بالتلاشي، ما دام المسيح يُعلَّى.

في ملكوت الله، العظمة لا تُقاس بالظهور، بل بالتسليم. فهم يوحنا أن مهمته لم تكن ليُشرق بنفسه، بل ليعكس مجد العريس. لم يكن عليه أن يحتفظ، بل أن يُطلق. لم يكن نجاحه في الحشود، بل في أمانته للقصد الأبدي.

صديق العريس لا يسعى للاعتراف به — بل يسعى لتمجيد المسيح. يعلم أن كلما ظهر يسوع أكثر، يجب أن يخبو نوره هو. وفي هذا، يجد أعظم فرحه.

أن تنقص لا يعني أن تفقد قيمتك، بل أن تجد غايتك الحقيقية. أن تعيش قائلًا:

"يا يسوع، كل شيء هو لك. إن اختفيت وارتفعتَ أنت، فهذا يكفيني."

وكما أن النساء التقيات في القديم قُدن من دعوة الله، فأنتِ أيضًا يمكنكِ أن تتبعي رسالة يوحنا المعمدان. رفضن أن يقارنَّ أنفسهن بالآخرين، ولم يجدن هويتهن في الاعتراف بهن. هذه دعوة مقدسة إلى نسيان الذات، حيث ينتقل الضوء من النفس إلى العريس الآتي سريعًا.

رغبة أصدقاء العريس الحقيقيين ليست أن يكونوا معروفين، بل أن يُعرّفوه، حتى إن نُسيت أسماؤهم. يخدمون في أماكن خفية، يصلّون بصمت، ويفرحون بعمق عندما يلتقي الآخرون بيسوع، حتى دون أن يُذكر فضلهم. سواء ارتفع صوتهم على منابر عامة أو همسوا في أماكن نائية، فإن فرحهم وغرضهم يرتكزان على هدف واحد: أن يُمجَّد ويُعلَن حمل الله.

صلاتي:

يا رب يسوع، أُفسِح لك المجال. زد فيَّ. فليتلاشى اسمي لكي يضيء اسمك. أعطني قلبًا مثل قلب يوحنا — قلبًا يفرح عندما يُعلّى اسمك. فلتكن حياتي كلها مذبحًا تتناقص فيه أنا، ويُمجَّد فيه أنت. آمين.