صديقات العريسعينة

اليوم الأول: فرح عدم كونك المركز

العَرُوسُ لِلعَرِيسِ، أمَّا إشْبِينُ[a] العَرِيسِ فَيَقِفُ مُنتَظِرًا أنْ يَسْمَعَ صَوْتَهُ. وَيَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَسْمَعُ صَوْتَ العَرِيسِ. وَقَدِ اكتَمَلَ الآنَ فَرَحِي هَذَا بِمَجِيئِهِ.
— يوحنا ٣:٢٩ (ERV-AR)

في الثقافة اليهودية في القرن الأول، كان صديق العريس — أو "الشوشبين" — شخصًا موثوقًا به ويُكرّم كثيرًا. كان مسؤولًا عن تجهيزات الزواج، تأمين عقد الزواج، والإعلان عن قدوم العريس. لكن ما ميّز هذا الدور أكثر من أي شيء هو الفرح العظيم الذي يشعر به عند رؤية العريس والعروس متحدَين أخيرًا. وعند تلك اللحظة، كان صديق العريس يتنحى جانبًا بقلب مليء بالرضا.

النموذج الأمثل لصديق العريس نراه في يوحنا المعمدان. فعندما أعرب تلاميذه عن قلقهم من أن الجموع بدأت تتبع يسوع، أجاب يوحنا بتواضع واقتناع:

"فرحي هذا قد كمل."

كان يوحنا يعلم أنه ليس مركز القصة. كان يمكنه أن يتفاخر بكونه نبيًا — وهو أمر لم يحدث منذ ٤٠٠ سنة. لكنه لم يفعل. فهم يوحنا مكانته ورسالته: أن يهيئ الطريق للعريس الحقيقي، يسوع. ولم يكتفِ فقط بقبول هذا الدور، بل فرح برؤية يسوع يُكرّم، حتى لو عنى ذلك تراجعه هو.

نحن نعيش في زمن يشجعنا على أن نكون في المركز، وأن نطلب الاعتراف والتأثير. لكن الأصدقاء الحقيقيين للعريس لهم طموح مختلف: أن يزداد يسوع، وهم ينقصون.

فرح أصدقاء العريس ليس في التصفيق لهم، بل في رؤية يسوع يُعبَد. يجدون رضاهم في أن يكونوا جسرًا، لا الوجهة. لا يفرحون عندما يُحتفى بهم، بل عندما يُمَجَّد المسيح.

النساء اللواتي يعشن بعمق رسالة يوحنا المعمدان هن أصوات نبوية مشتعلة بكلمة الله. قلوبهن تتقد بمحبة وتواضع وهدف إلهي. مشبعات بشغف عميق نحو يسوع، يجذبن الآخرين إليه، ويوقظن الجوع والمحبة حيثما ذهبن.

ومن منبع شركتهن الحميمة مع المسيح، ينهضن بجرأة إلى دعوتِهن. يأخذن أماكنهن في الرسالة العظمى، يهيئن الكنيسة — العروس المتألقة — لرجوع عريسها. ومن خلال حياة مكرّسة بالتلمذة، والصلاة الحارّة، والنقاء، والضيافة المتطرفة، يُجسّدن إرث النساء الشجاعات اللواتي تبعن يسوع بإخلاص كامل.

صلاتي:

يا الله الآب، خلّصني من الحاجة إلى الاعتراف والمديح. علّمني فرح الاختفاء حتى تُرى أنت. ليجد قلبي الرضا في رؤية الآخرين يلتقون بك. اجعلني مثل يوحنا — قنوعًا بسماع صوتك ومشاهدة مجدك. باسم يسوع، آمين.