خطوات عملية لعام جديد مميزعينة

اليوم السابع

الخطوة الخامسة: لنتقدم إلى الكمال

تناولت هذه ا لخطة من السلسلة "اثنتي عشرة خطوة للحصول على سنة مميزة" القرار الخامس: "لنتقدم إلى الكمال"، المستند إلى رسالة العبرانيين (6: 1). تأتي هذه الخطوة ضمن دعوة روحية للبدء في العام الجديد بإطار كتابي متين. يوضح الكاتب أهمية هذا القرار، مشددًا على أن الحياة المسيحية ليست حالة استقرار بل رحلة مستمرة نحو النضوج والكمال الروحي.

الكمال كدعوة للتقدم

في الحياة المسيحية، لا يمكن التوقف عند مرحلة معينة والركون إليها. فالتقدم الروحي أشبه بطريق يتطلب حركة دائمة، كما يوضحه سفر الأمثال (4: 18): "أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ". هذا النور الذي يبدأ بفجر الإيمان الأول لا يتوقف عند هذه المرحلة، بل يجب أن يزداد حتى يصل إلى "النهار الكامل"، الذي يمثل ذروة النضوج الروحي.

خطأ العبرانيين: التباطؤ الروحي

يشير ديريك إلى أن العبرانيين وقعوا في خطأ الاعتماد على امتيازاتهم الروحية، مما أدى إلى تراجعهم بدلًا من تقدمهم. ورد هذا التحذير في رسالة العبرانيين (5: 11-14)، حيث وبّخهم الكاتب لكونهم ما زالوا أطفالًا روحيًا، رغم أنه كان يجب أن يكونوا معلمين بعد طول الزمن. أوضح الكاتب أن النضوج يتطلب التدريب العملي، من خلال الاستخدام المستمر للحواس الروحية لتمييز الخير والشر.

أهمية التمييز الروحي

يشير الكاتب إلى أن غياب التمييز بين ما هو كتابي وما هو جسدي أدى إلى انتشار شكل فارغ من الروحانية بين العديد من المؤمنين. العلاج لهذا التراجع هو التدريب الروحي المستمر، والذي يتيح النمو والتقدم. إذ أن الوقوف عند الطفولة الروحية يؤدي إلى التوقف عن النمو، مما يحرم المؤمن من تحقيق الغرض الإلهي في حياته.

التدبير الإلهي للنضوج الروحي

قدّم الله تدبيرًا خاصًا لمساعدة المؤمنين على النمو إلى الكمال، كما هو موضح في رسالة أفسس (4: 11-16). يتمثل هذا التدبير في خمس خدمات رئيسية: رسل، أنبياء، مبشرون، رعاة، ومعلمون. هذه الخدمات تهدف إلى:

1. تكميل القديسين: تجهيز شعب الله ليكونوا مستعدين للقيام بعمل الخدمة.
2. بنيان جسد المسيح: العمل على وحدة الإيمان ونضوج الكنيسة لتصل إلى "قياس قامة ملء المسيح".

يؤكد الكاتب أن النضوج الروحي يتطلب:

• الخضوع لهذا الترتيب الإلهي: قبول التوجيه من الخدمات التي أقامها الله.
• أن يكون المؤمن جزءًا من جسد المسيح: الاندماج في الكنيسة كجسم متكامل ينمو في المحبة.

البديل عن النضوج: البقاء أطفالًا

يحذر بولس الرسول في رسالة أفسس (4: 14) من خطر عدم التقدم: "كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ". البديل الوحيد للنضوج هو البقاء في حالة الطفولة الروحية، حيث يتعرض المؤمن للتأثر بكل تعليم جديد أو بدعة، ما يعكس غياب الجذور الروحية المتينة.

ختام الحلقة: دعوة شخصية

اختتم الكاتب بتوجيه أسئلة مباشرة للمؤمنين :

• هل تخضع لهذا الترتيب الإلهي؟
• هل أنت جزء من جسد المسيح؟
• هل تسير في طريق النضوج نحو الكمال؟

تؤكد الخطة على أن النضوج ليس خيارًا بل دعوة كتابية ملحة. يتطلب الأمر جهدًا، خضوعًا للتدبير الإلهي، ومشاركة في جسد المسيح للوصول إلى الهدف النهائي: "قياس قامة ملء المسيح".