خطوات عملية لعام جديد مميزعينة

اليوم الرابع

الخطوة الثانية: فلنجتهد"

رسالة العبرانيين تحتوي على اثنتي عشرة دعوة تلهم القرارات الجماعية للمؤمنين. هذه الدعوات تُقدم تحذيرات جادة، مناسبة ليس فقط للمؤمنين من خلفية يهودية بل أيضًا للمؤمنين المعاصرين. الدعوة الأولى كانت "فلنخف"، وهي دعوة للنظر إلى حالة الإهمال والاتكال الزائف على النعمة بين المؤمنين.

جاءت الدعوة الثانية في الرسالة إلى العبرانيين (4: 11): "فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة". هذا القرار ينبع من تجربة بني إسرائيل في البرية، الذين فشلوا في دخول أرض الموعد بسبب عدم إيمانهم وعصيانهم. كان لديهم التدين الظاهري، ولكنهم افتقروا لسماع صوت الله.

الاجتهاد هو نقيض الكسل، الذي يُدان بشدة في الكتاب المقدس. الكسل الروحي، وليس فقط الجسدي، هو أحد الأخطار الكبيرة التي يُحذر منها المؤمنون. في العبرانيين (6:11-12)، يُطلب منا الاجتهاد حتى النهاية لنكون مثل أولئك الذين بالإيمان والصبر يرثون المواعيد. وبطرس الرسول يُؤكد أهمية بذل كل اجتهاد للنمو الروحي من خلال إضافة الفضائل المسيحية مثل الإيمان، التعفف، والصبر.

الاجتهاد وعلاقته بالغِنى الروحي

الكتاب المقدس يُبرز أن الحياة المسيحية ليست في حالة جمود؛ بل تتطلب الإضافة والنمو المستمر. في رسالة بطرس الثانية (1:8-9)، يُبيَّن أن الاجتهاد يُثمر حياة مؤثرة ومثمرة، بينما الكسل يؤدي إلى العمى الروحي ونسيان خلاصنا.

سفر الأمثال يُلخص الشرطين الأساسيين للغنى الروحي والمادي:

1. بركة الرب (أمثال 10: 22): "بركة الرب هي تُغني، ولا يزيد معها تعبًا".
2. يد المجتهدين (أمثال 10: 4): "أما يد المجتهدين فتُغني".

أهمية العمل والاجتهاد

لا تكفي بركة الرب وحدها لتحقيق الغنى الروحي أو المادي؛ بل يجب أن يُضاف إليها اجتهاد الإنسان. الاجتهاد يعكس مسؤوليتنا في العمل بجد لإتمام مشيئة الله. ديريك يعكس تجربته الشخصية، حيث لاحظ أن الاجتهاد في الأمور الصغيرة والكبيرة دائمًا ما يقود إلى تحسين الأوضاع، سواء ماديًا أو روحيًا.

خاتمة

رسالة اليوم تُشدد على أهمية الاجتهاد المستمر في الحياة المسيحية لتحقيق النمو والتقدم الروحي. يجب أن نجمع بين بركة الرب وعملنا الدؤوب لنعيش حياة مثمرة ومؤثرة في ملكوت الله. الكسل الروحي خطر عظيم ينبغي للمؤمنين تجنبه، والاجتهاد هو الطريق لتحقيق الثروات الروحية الحقيقية.