مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

انظروا إلى ابراهيم أبيكم.وإلى سارة التي ولدتكم
(إشعيا51: 1-3)
~النص البيبلي~
51“إسمعوا يا مَنْ يُريدُون الحَقَّ ويَطلُبونَ عَدالةَ الرّبِّ!أُنظُروا إلى الصَّخرِ الّذي نُحِتُّم مِنهُ.وإلى المَقلَعِ الّذي مِنهُ أقتُلِعتُم!2أُنظُروا إلى إبراهيمَ أبـيكُم.وإلى سارةَ الّتي ولَدَتْكُم.دَعاهُ الرّبُّ وهوَ رجُلٌ واحدٌ.وبارَكَهُ وكَثَّرَ نَسلَهُ.3الرّبُّ يُعزِّي صِهيَونَ.يُعَزِّيها على كُلِّ خرَابِها ويَجعَلُ قِفارَها كعَدنٍ وصحراءَها كجَنَّةِ الرّبِّ.فيَعودُ إليها الفرَحُ والسُّرورُ وتَنطَلِقُ بالحَمدِ وصوتِ النَّشيدِ…”.
~شرح النص~
يتألف إشعيا51من ثلاثة أجزاء رئيسية.الجزء الأول منها، آيات1–8، يتمحور حول دعوة الشعب للاصغاء، وذلك عبر تكرار الدعوة“اسمعوا”ثلاث مرات مختلفة.في آية1، يتوجه النص إلى“من يريدون الحق ويطلبون الرب”، فيدعوهم ليسمعوا، فينظروا إلى ابراهيم وسارة، اللذَين يشبّههما النص بصخر ومقلع، قُلع منه الشعب ونُحت، حيث حقّق الله وعده لهما، وأعطاهما ابنًا وجعلهما أمةً عظيمة، ينتمي إليها الشعب الذي يخاطبه إشعيا51في السبي.ويدعو إشعيا الشعب، أو على الأقل مَن منهم يطلب الحق فعلاً، لكي يأخذ من“أبيه”ابراهيم و”أمه”سارة درسًا ومثالاً له في قلب اليأس والفشل الذي يواجهه في السبي.فكما بارك الرب ابراهيم وسارة وجعلهما مثمرين رغم ما كان يبدو من استحالة حصول ذلك، يجب على الشعب أن يثق بأن نفس الإله سيباركه ويجعله مثمرًا في رحلة العودة وإعادة البناء، فيختبر إعادة بناء صهيون بعد دمارها وتحوّل البرية، وهي رمز للضياع والابتعاد عن الرب والموت، إلى جنة عدن، وهي رمز لملء الحياة.وانطلاقًا من ذلك، يختتم هذا المقطع بإعلان أن الشعب سيختبر فرح الرب من جهة ويعلن ذلك بتسبيح الرب وحمده وشكره بلا نهاية من جهة أخرى.
~تأمل في النص~
تمثل حلقة ابراهيم في سفر التكوين(تكوين12–25)نموذجًا لكل المسبيين لكي يتبعوا مثال ابراهيم، ويقوموا برحلة العودة إلى أرض كنعان ويختبروا بركة الرب فيها؛ وهذا هو الموقف الذي يتبنّاه إشعيا51: 1–3، والذي يدعو الشعب، إذا ما كان يريد أن يكون أمينًا لإلهه، ليثق بقدرة الرب على أن يصنع معجزة العودة وإعادة البناء في حياته، رغم ما يبدو من استحالة تحقيق ذلك.هذا النص يدعونا لنتعلم من أبي الإيمان ابراهيم، فنرى علاقتنا بالله كعلاقة نعمة يقطع الله فيها عهدَه معنا ويحبُّنا ويباركنا بنعمته، التي تعطي حياة حتى في قلب الموت، وثقة حتى في قلب الإحباط والفشل.وبالتالي، لنثق بأن الله قادر بنعمته على خلق واقع جديد، ليس اعتمادًا على منطقنا وقدراتنا نحن، ولكن على إلهنا الذي يعدنا بنعمته بخلق واقع أفضل وحياة أفضل للخليقة بأسرها، كما ولد إسحق بعد بلوغ إبراهيم سنّ المائة وسارة التسعين.وانطلاقًا من ذلك، يدعونا هذا النص لنتجاوب مع عمل الله العظيم في حياتنا بأن نكرس حياتنا بأسرها لتسبيح الرب وإعلان مجده لكل من وما حولنا.
~الفكرة الرئيسة~
نحن مدعوون لنثق بأن الله الذي بارك ابراهيم وسارة وأعطاهما نسلاً رغم تقدمهما بالسن هو نفس الإله الذي يعدنا بأن يصنع لنا،بنعمته وبما يتجاوز قدرتنا على الفهم والإدراك،واقعًا جديدًا رغم كل ما نواجهه من فشل ويأس.
~صلاة~
ليس لنا يا رب، ليس لنا، ولكن لك كل مجد وتسبيح يا إله النعمة الفائقة المعرفة.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/