مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

يوم 134 من إجمالي 365

أفيقي أيتها التي شربت من يد الرب كأس غضبه

(إشعيا51: 17-23)

~النص البيبلي~

17أَفيقي وا‏نهَضي يا أُورُشليمُ!أَفيقي أيَّتُها الّتي شَرِبَت مِنْ يدِ الرّبِّ كأسَ غضَبِهِ، شرِبَت وجَرَعَت حتّى الثُّمالةَ‌18وما مِنْ أحدٍ يقودُها مِنْ كُلِّ البَنينَ الّذينَ وَلَدْتَهُم، ولا مَنْ يأخُذُ بـيَدِها مِنْ كُلِّ البنينَ الّذينَ رَبَّتْهُم.19أصابَكِ ا‏ثنانِ:البُؤسُ والدَّمارُ، فمَنْ يا تُرَى يُشفِقُ علَيكِ؟ وا‏ثنانِ:الجُوعُ والسَّيفُ، فمَنْ يا تُرَى يُعزِّيكِ؟‌20بنوكِ خاروا وا‏نبَطَحوا في رأسِ كُلِّ شارعٍ، كالغُزلانِ وقَعَت في الحَبائِلِ، غَمَرهُم غضَبُ الرّبِّ ونَقمَةُ الرّبِّ إلهِكِ.21فا‏سمَعي أيَّتُها البائِسةُ، أيَّتُها السَّكْرى لا مِنَ الخمرِ،22ما يقولُ الرّبُّ سيِّدُكِ، إلهُكِ المُنتَصِرُ لِشعبِهِ: “ها أنا أخَذتُ مِنْ يَدِكِ كأسَ ثُمالَةِ غضَبـي، فلا تَعودينَ تَشربـينَهُ مِنْ بَعدُ،23وجَعَلتُهُ في يَدِ مُعذِّبـيكِ، يَدِ الّذينَ قالوا لكِ:إنحَني حتّى نعبُرَ.فخَفَضْتِ كالأرضِ ظَهرَكِ، وكالطَّريقِ يدوسُها العابِرونَ”.

~شرح النص~

الجزء الأخير من إشعيا51هو عبارة عن ملخّص للمعاناة التي اختبرتها اسرائيل، وللخلاص الذي تختاره الآن للعودة من السبي وإعادة الإعمار.ففي آيات17–21يقدّم النص، على لسان الرب، وصفًا لحالة الشعب نتيجة السبي:متألم، ومدمر، وبائس، وجائع، ومهزوم، وبلا قائد ولا معزٍّ.ويعلن النص أن كل ذلك هو نتيجة لغضب الرب على شعبه.ويستخدم النص هنا صورة شرب إسرائيل لكأس غضب الرب، وهي نفس الصورة التي يستخدمها إرميا25: 15–29، ولكن للأمم.كما يشير إلى غضب الرب في مقارنة مع غضب المضطهدين الذي يجب ألا تخافه إسرائيل(آية13)، بما أن غضب الرب هو وحده من يجب أن يحذر منه الإنسان.ويشير النص إلى عدم وجود من يقود الشعب أو يعزيه، في تحضير لوصف عمل الرب الخلاصي في حياة شعبه في الحاضر(آيات22–23)، حيث الرب يقود شعبه، ينتصر له(يرافع عنه في المحكمة)وينقل كأس غضبه من يد شعبه إلى يد معذبيه، من دون أي استحقاق من الشعب.وبالتالي، في ذلك السياق، تأتي دعوة النص في بدايته لإسرائيل لكي تستفيق وتنهض هي(آية17)عوضًا عن دعوتها للرب لكي ينهض(آية9).

~تأمل في النص~

يقدّم إشعيا51: 9–23ملخصًا لعلاقة الإنسان بالله.فالإنسان يكسر علاقته بالله ويبتعد عنه ويبحث عن آلهة أخرى يملكها على حياته، فيبحث عن قادة ومعزّين آخرين، ويغرق في دوامة من المعاناة والألم(آيات17–21)، ويبدأ بالصراخ إلى الرب والاعتراض بسبب تخليه عنه وابتعاده عنه(آيات9–11).ولكن الله يتدخّل بنعمته هو ومن دون أي استحقاق من الإنسان فيخلّصه ويقوده في موكب النصرة(آيات22–23)، ويدعو الإنسان لينهض ويختبر خلاص الله وعمل نعمته(آية17)ويعود إلى الله ويجد فيه وحده التعزية ويضعه وحده ملكًا على حياته ويضع ثقته فيه هو ولا يسمح للخوف أن يسيطر عليه أو يهزمه، بل يهزم الخوف بالمحبة واليأس بالإيمان(آيات12–16).

~الفكرة الرئيسة~

الله يدعونا لكي ندرك عدم وجود معنى لحياتنا بعيدًا عنه،ولنرى عظمة عمله الخلاصي في حياتنا،فننهض ونختبر محبته ونشهد له.

~صلاة~

نعترف أمامك يا ربنا بأننا كثيرًا ما نبتعد عنك ونتوج آلهة أخرى على حياتنا؛ املك حياتنا وقدنا في موكب نصرتك في كل حين.

~قرار اليوم~

عن هذه الخطة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More

نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/