الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

حل الشعور بالوحدة

أذكر قرائتي لمقالة في مجلة The Big Issue (وهي مجلة يبيعها من لا مأوى لهم وهي مطبوعة لمساعدتهم) وكانت المقالة باسم "الحياة منفردا". وقد أشارت إلى أن معظم تصور الناس عن الوحدة في لندن هو صورة لسيدة مسنة ضعيفة تجلس وحيدة في الطابق الرابع والعشرين في مبنى من الشقق السكنية. في الواقع، قد يكون الشخص الشاعر بالوحدة بالمثل شابا يرتدي ثيابا على الموضة ويحاول باستماتة أن يقيم حوارا مع فتاة تقف بجواره في حانة مزدحمة. أن تكون محاطا بأناس كثيرين فقط يضاعف الشعور بالعزلة.

قالت الأم تريزا، "الشعور بالوحدة وبكونك لا أحد يهتم بك وغير مرغوب هي أسوأ حالات الفقر". الشعور بالوحدة هو واحد من أعظم المشاكل التي تواجه الإنسانية اليوم.

كتب ديسموند توتو، "الانسان المنعزل هو تعبير به تضارب" ثم يتابع قائلا، "لقد خُلقنا ليكمل أحدنا الآخر. لقد خُلقنا حتى نوجد ضمن شبكة رقيقة ودقيقة من العلاقات، شبكة من الاعتماد المتبادل مع رفاقنا البشر ... نحن ننتمي لعائلة واحدة – عائلة الله، العائلة الإنسانية ... والخير الأعظم هو وجود تناغم وانسجام ضمن شركة مع بعض".

ليس قصد الله لك أن تكون وحيدا ومنعزلا. وُصفت الوحدة بأنها "اشتياق للوطن الذي هو الله". لقد خلقك الله لتكون في شركة – داعيا إياك لتكون في علاقة معه ومع باقي البشر.

المَزاميرُ 120:‏1-‏7

1 – مجتمع مسالم

إننا نعيش في عالم مليء بالعدوان، والانقسام والعلاقات المكسورة.

واحد من الأسباب الرئيسية للشعور بالوحدة هو "الخصام أو المشاجرات" (ع6، الرسالة)، والذي يؤدي إلى كسر العلاقات. ونرى هذا أينما ننظر – زيجات مكسورة، خلافات شديدة، احتداد يؤدي إلى كسر الصداقة أو بين زملاء العمل والجيران.

لقد تحطمت الصداقة التي كانت بين آدم وحواء وبين الله. وهذا أدى إلى وجود انفصال بين آدم وحواء نفسيهما. كما تشاجر قايين وهابيل، والباقي سجله التاريخ.

يشعر المرنم بأنه منعزل كما لو كان يعيش في أرض أجنبية (ع5). هل سبق وشعرت بأنك مثله؟ إنه محاط بشفاه كاذبة وألسنة مخادعة (ع2). والذين يعيش بينهم يكرهون السلام (ع6) وهم متوجهون نحو الحرب دائما (ع7). عل شعرت من قبل بأنك محكوم عليك بأن تعيش حياتك وسط "جيران يهوون الشجار" (ع6، الرسالة).

في عز ألمك، أدع الرب لينقذك والرب سوف يستجيب لك (ع1). مقابل من هم حولك، كن شخصا مسالما (ع7). هذه هي سمة شعب الله: قال يسوع "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (مت9:5).

يا رب، ساعدني حتى أتجنب الشجار الغير ضروري وأن أكون صانع سلام في عائلتي ومكان عملي ومجتمعي.؟

العِبرانيّينَ 8:‏1-‏13

2 – مجتمع "جديد"

كتب بيل هايبلز، "الكنيسة المحلية هي رجاء العالم". توصف الكنيسة في العهد الجديد بأنها "شعب الله". يجتمع شعب الله في الكنائس المحلية على مستوى العالم. يقتبس كاتب العبرانيين من سفر أرميا قائلا، "وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" (ع10). لست منعزلا أو وحيدا فيما بعد، بل أنت جزء من أروع مجتمع.

في العهد القديم، قطع الله عهدا مع شعبه. لكن، "لم يحفظ الشعب الدور الذي عليه من الصفقة" (ع9، الرسالة). فوعد الله بأنه يوما ما سوف يقطع عهدا جديدا ستكون له به علاقة جديدة مع شعبه: "وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" (ع10).

أنت في حال أفضل بكثير جدا من حال الشعب تحت العهد القديم. ويتابع الكاتب قائلا، "وَلكِنَّهُ (يسوع) الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضًا لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ" (ع6).

كانت هناك مشكلة في العهد القديم، "فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ" (ع7). كانت المشكلة في العهد القديم هي أن الشعب كان غير قادر على حفظ الناموس. "لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي" (ع9).

وعد الله بعهد جديد سيكون متفوقا على العهد القديم ومؤسسا على وعود أفضل. يرجع الكاتب إلى سفر أرميا، ويقتبس 31:31-34.

ماذا كانت تلك الوعود؟ إنها وعد رباعي:

• قلبا جديدا

يعد الله بأن يزرع شرائعه في قلبك. لا يعني هذا ببساطة إيداع الناموس في الذاكرة (كما يُفهم من تث6:6-9). بل يعني الحصول على قلب جديد، "أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ" (عب10:8).

• معرفة مباشرة

إنه يعد بأن معرفة الله ستكون مسألة خبرة شخصية. "وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ" (ع11). من الممكن لك أن تعرف الله بالطريقة التي عرف بها أرميا الله: "كلهم سيصلون إلى معرفتي معرفة مباشرة" (ع11، الرسالة).

• منظور عالمي


• لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ" (ع11). وكان هذا تتميما للوعد الموجود في العهد القديم بأن الوعد لن يكون قاصرا فيما بعد على إسرائيل ويهوذا بل سوف يمتد لكل الأمم (أش6:42؛ 6:49؛ 24:19).


• غفران تام


• لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحًا عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ" (عب12:8). بالنسبة لرسالة العبرانيين، تعني كلمة "التذكر" أكثر من مجرد مجهود ذهني؛ فهي تحمل في طياتها معنى القيام بشيء ما لفائدة أو لضرر الشخص الذي يتذكر. فإن كانت خطاياك لا تُذكر، فهذا يعني أن الله قد عزم على أن يغفر وأن "صك" خطاياك "قد تم محوه وصار نظيفا إلى الأبد" (ع12، الرسالة). كل هذا ممكن لكون يسوع قد قدم حياته لأجلك (ع13).

هذا العهد الجديد يتفوق بكثير وقد "عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ الاضْمِحْلاَلِ" (ع13).

العهد الجديد هو الأساس للمجتمع الجديد الذي يدعوك الله إليه. هذا العهد الجديد هو الحل الإلهي للشعور بالوحدة. فالعهد هو مع شعب الله معا وليس فقط مع كل شخص على حدة. فالوعود كلها تأتي بصيغة الجمع. ولديك الامتياز الضخم في الانتماء إلى المجتمع الجديد لشعب الله. أنت تعرف الله بصفة شخصية. وقد غُفرت خطاياك. وقد جاء الروح القدس ليحيا فيك وقد منحك قلبا جديدا. لست وحدك أبدا.

أيها الآب، أشكرك لأنني لست وحدي أبدا. أشكرك لأنه يمكنني أن أختبر العلاقة الشخصية معك وأكون جزءا من أروع مجتمع ... مجتمع شعب الله.

حِزقيال 13:‏1-‏15:‏8

3 – مجتمع أمين

الأوثان الضخمة الموجودة في عصرنا هي المال والجنس والسلطة. ولكن يمكن أن يكون الوثن أي شيء نعبده بأن نعطيه اهتماما أكبر أو نعامله كما لو أنه أكثر أهمية من الله في حياتنا. قد يكون منزلك، سيارتك أو ممتلكاتك لكنه يمكن أن يكون أيضا عملك أو خدمتك. عندما نصنع وثنا من أي شيء من هذه الأشياء، فهو يأخذنا بعيدا عن الله (14:14).

يبحث الله عن أناس أمناء من نحوه. كانت المشكلة تحت العهد القديم هي "لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي" (عب9:8). تكلم الله من خلال حزقيال عن بلد معينة، "إِنْ أَخْطَأَتْ إِلَيَّ أَرْضٌ وَخَانَتْ خِيَانَةً ... لأَنَّهُمْ خَانُوا خِيَانَةً، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ" (حز13:14؛ 8:15).

رأى حزقيال النبي مسبقا ما قرانا عنه في فقرة العهد الجديد اليوم. لقد سبق فرأى زمنا فيه يكون الشعب "لاَ يَعُودُوا يَتَنَجَّسُونَ بِكُلِّ مَعَاصِيهِمْ، بَلْ لِيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ" (11:14).

وقع الشعب في فخ الكثير من الأكاذيب. كما قرأنا في المزمور عن "الشفاه الكاذبة" (مز2:120)، كذلك نقرأ هنا عن الأنبياء الكذبة "الَّذِينَ هُمْ أَنْبِيَاءُ مِنْ تِلْقَاءِ ذَوَاتِهِمِ" (2:13). "رَأَوْا بَاطِلاً وَعِرَافَةً كَاذِبَةً" (ع6). فباستعمال "تعاويذ سحرية" "يصطادون النفوس" (ع18). إنهم يكذبون "عَلَى شَعْبِي السَّامِعِينَ لِلْكَذِبِ" (ع19). وهم يحزنون (يثبطون همة) قلب الصديق بأكاذيبهم (ع22).

كيف كانوا غير أمناء؟ قال الرب إنهم "هؤُلاَءِ الرِّجَالُ قَدْ أَصْعَدُوا أَصْنَامَهُمْ إِلَى قُلُوبِهِمْ، وَوَضَعُوا مَعْثَرَةَ إِثْمِهِمْ تِلْقَاءَ أَوْجُهِهِمْ" (3:14). حتى في العهد القديم، لم يكن الرب مهتما فقط بشأن الأوثان المادية – بل وكذلك بشأن الأوثان الموجودة في قلب الناس. شوق قلب الله بالنسبة لنا هو أن نكون كرمة أمينة تحمل ثمرا جيدا (حز15؛ أنظر أيضا أش1:5-7).

أنت مدعو لأن تكون جزءا من مجتمع أمين يعرف الله ويحبه. رحب بكل شخص "مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ" (عب11:8). نحن مدعوين لأن نكون مجتمعا يجد فيه الكثيرون ممن هم وحيدين ومنعزلين المحبة والغفران – مجتمع شعب الله – شعبا مسالما يعرف ويحب الرب وأمناء له من جميع الأوجه. هذا هو حل الشعور بالوحدة.

يا رب، ساعدني حتى أكون أمينا لك. ساعدنا حتى نكون جماعة محبة مسالمة وأمينة حيث يأتي الكثيرون ممن يشعرون بالعزلة والوحدة ليعرفوك ويجدوا، في مجتمع شعب الله، الحل لشعورهم بالوحدة.

Pippa Adds

بيبا تضيف

تدور فقرة العهد القديم كلها (حز14) حول الدينونة. حمدا لله إنه صنع "عهدا جديدا" (عب8:8-12)! تم استرداد الرجاء.

References

Edythe Draper, Draper's Book of Quotations, (Tyndale House Pub, 1992) pp.7130, 7132, 7146.

‘The Church the World’s Hope’: a sermon delivered by C. H. Spurgeon in the Metropolitan Tabernacle in 1863.

Desmond Tutu, God is Not a Christian, (Ridder, 2013) pp.21–24.

Unless otherwise stated, Scripture quotations taken from the Holy Bible, New International Version Anglicised, Copyright © 1979, 1984, 2011 Biblica, formerly International Bible Society. Used by permission of Hodder & Stoughton Publishers, an Hachette UK company. All rights reserved. ‘NIV’ is a registered trademark of Biblica. UK trademark number 1448790.

Scripture marked (MSG) taken from The Message. Copyright © 1993, 1994, 1995, 1996, 2000, 2001, 2002. Used by permission of NavPress Publishing Group.