الكتاب المقدس في عام واحد 2021 مع"نيكي غامبل"عينة

تكلم بينما تمشي

أحب المشي. يبدو أنه واحد من أفضل صور التمارين البدنية. طبعا المشي هو وسيلة للتنقل. في العالم القديم كان هو الوسيلة الأكثر شيوعا – وبالنسبة للبعض كان هو الوسيلة الوحيدة – للتنقل.

السير لأي سبب يكون أكثر إمتاعا لو كان مع شخص آخر. السير والحديث هو وسيلة رائعة للتواصل مع العائلة والأصدقاء وأيضا مع الله.

الفكرة هي أننا نقوم بعمل شيئين في نفس الوقت. حيث لا نقوم فقط بممارسة تمرين رياضي أو نرتحل. وإنما نمشي معا و نتواصل مع بعضنا البعض. سار كل من نوح وأخنوخ "مع الله" (تك24:5؛ 9:6). إنهما لم يجلسا أو يركعا أو يقفا فقط مع الله (نوعية الأفعال التي نربطها غالبا بتمضية وقت مع الله)، بل كانا أيضا في شركتهما مع الله يفعلان شيئا آخر. بينما تقوم بأمور أخرى – تعمل، تأكل، تمارس تمارين رياضية أو تسترخي – يمكنك أن تكون في شركة مع الله في نفس الوقت.

على المستوى الشخصي، أجدها أيضا أفضل طريقة للصلاة. كان هذا هو النمط الخاص بي على مدى السنوات القليلة الماضية. بعد قراءة الكتاب المقدس كل يوم، أذهب وأسير حول حديقة محلية – والتي غالبا ما تكون خالية في الصباح الباكر. وآخذ معي أوراق وقلم لأكتب أي شيء أشعر بأن الروح القدس يقوله بينما أصلي. يمكنك أن تصلي بينما تسير إلى محطة الحافلة أو أن تسير بين مقابلاتك اليومية. تكلم بينما تتمشى.

لدى الكتاب المقدس قدر كبير ليقوله بخصوص السير مع الله. فهذا هو ما قصده لنا كي نعيشه. لقد كانت خطية آدم وحواء هي التي جعلتهما يختبئان عندما "سَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الالَهِ مَاشِيا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ" (8:3).

رغبة الله لك هي أن تسير باتضاع في علاقة حية معه (مي8:6). هذا ما جعله يسوع ممكنا – بالنسبة لك أن تسلك كما سلك يسوع (1يو6:2). ربما تتعثر من وقت لوقت، لكن يوما ما ستسير معه "فِي ثِيَابٍ بِيضٍ" (رؤ4:3).

المَزاميرُ 3:‏1-‏8

سر ورأسك مرفوعا

سار داود مع الله. ولكن هذا لا يعني أن كل شيء كان ممتازا.

كتب هذا المزمور أثناء تمرد قام به ابن داود، أبشالوم، والذي كان سببه جزئيا هو زنى داود (أنظر 2صم11:12). إلا أن داود تاب عما فعله، وغفر له الله ورده إلى علاقته معه.

لم يكن لدى داود حياة سهلة: "يا رب ما أكثر مضايقي! كثيرون قائمون عليّ! كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه". (مز1:3-2). لكن صرخ داود إلى الله، "أما أنت يا رب فترس لي؛ مجدي ورافع رأسي" (ع3). ومثل داود، أحضر مخاوفك وطلباتك إلى الله: "بصوتي إلى الرب أصرخ، فيجيبني من جبل قدسه" (ع4).

بالرغم من موقفه المحزن رفع الله رأس داود. لا يريدك الله أن تكون مكتئبا وحزينا – ناظرا باستمرار إلى المواقف الماضية المثيرة للندم، والمشاكل المحيطة بك وإلى الخطية التي بداخلك. بل بالأحرى، يريدك أن ترفع رأسك وترى المعونة التي تظللك – أن تسير ورأسك مرفوعا، وعيناك مثبتتين عليه.

استطاع داود أن يقول، "أنا اضطجعت ونمت؛ استيقظت لأن الرب يعضدني. لا أخاف من ربوات الشعوب المصطفين عليّ من حولي" (ع5-6). بالرغم من كل المشاكل، يبدو أنه كان لديه سلام عميق – مثل بحيرة يمكن أن يكون بها أمواج عنيفة على السطح، ولكن في العمق يوجد سكون عظيم.

أصلي يا رب من أجل العام الآتي أن تساعدني أن أسير معك يوميا في طريق السلام، ورأسي مرفوعا، واثقا أنك تسدد كل ما احتاج إليه في يومي الآتي.

مَتَّى 2:‏19-‏3:‏17

سر مسرعا مع الروح القدس

أعد يوحنا المعمدان الطريق ليسوع. بينما كانت معمودية يوحنا معمودية رمزية، فإن يسوع "سيعمدكم بالروح القدس" (11:3). وقد تثبتت هذه النبوة بصورة درامية عندما نزل الروح القدس على يسوع عندما تم تعميده (ع16)، مبينا أنه هو من كان يوحنا يتكلم عنه وأن يسوع قادر على أن يسكب نفس هذا الروح القدس عليك وعليّ

تختلف معمودية يسوع عن معموديتنا في نواح كثيرة. فهو لم يحتج أن يتم تعميده "للتوبة"، وكان بالفعل مملوءً بالروح القدس. كان يوحنا المعمدان مترددا بشأن تعميده (ع14) لكن قال يسوع، "اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ" (ع15).

من البداية تماما، قبل يسوع أن يسري عليه ما يسري علينا، نحن البشر الخطاة. وفعل هذا حتى يمكنه أن يحمل خطايانا على الصليب من أجلنا. وكنتيجة لهذا، تستطيع أنت أن تختبر الروح القدس بصورة مشابهة وأن تسر "مسرعا مع الروح القدس" (غل25:5). ونحن نرى هنا شيء مما يعنيه أن تسر "مسرعا مع الروح القدس":

• أن تتنقى بالنار

قال يوحنا أنه بينما عمد هو بالماء، فإن يسوع سيعمد "بالروح القدس ونار" (مت11:3). سيأتي الروح القدس مثل نار منقية ليجلب القوة والطهر لحياتك. أن تعرف نار الروح القدس المطهرة في هذه الحياة فهذا يعني أنه يمكنك أن تتحرر من الخوف من نار الدينونة عندما يرجع يسوع (ع12).

• أن تمتلئ بالسلام

عندما اعتمد يسوع وخرج من الماء، "وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ" (ع16). الحمامة رمز للسلام الذي يجلبه الروح القدس لحياتك. "وأما ثمر الروح فهو... سلام" (غل22:5).

• أن تكون متأكدا من تبنيك

قال صوت من السماء، "هذا هو ابني" (مت17:3). يسوع هو ابن الله بصورة متفردة. لكن، يؤكد الروح القدس لكل منا أنه من خلال ما تممه يسوع لأجلنا، نصير نحن أيضا أبناء وبنات لله: فقد قبلت روح التبني. وبه تصرخ قائلا، "يا آبا الآب". الروح القدس نفسه يشهد مع روحك أنك ابن لله )أنظر رو15:8-16).

• اعرف هذا أنك محبوب من الله

قال الصوت من السماء "... الحبيب ..." (مت17:3). يكتب الرسول بولس أن محبة الله لك قد انسكبت في قلبك بالروح القدس (رو5:5).

• أن تشعر بمسرته

يقول الصوت من السماء، "الذي به سررت" (مت17:3). مرة أخرى، ينطبق هذا بصورة فائقة على يسوع ولكن بينما تسير مسرعا مع الروح القدس، يمكنك أنت أيضا أن تختبر الشعور بمسرة وفرح الله هذا

أشكرك يا رب لأنك أعطيتني روحك القدوس لينقيني، ليمنحني السلام، وليؤكد لي أنني ابن لله، ولأعرف محبتك ولأشعر بمسرتك. ساعدني حتى أسير "مسرعا مع الروح".

التَّكوينُ 4:‏17-‏6:‏22

سر مع الله في علاقة معه

البشر هم ذروة خليقة الله. خلقنا الله لنسير في علاقة معه. "عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُ وَبَارَكَهُ" (1:5-2).

لكن، ضل الجنس البشري طريقه: "وَرَأى الرَّبُّ أنَّ شَرَّ الانْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأرْضِ وَأنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ افْكَارِ قَلْبِهِ إنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أنَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الأرْضِ وَتَأسَّفَ فِي قَلْبِهِ" (5:6-6).

يبدأ الشر في تفكيرنا ومخيلتنا – أي، في قلوبنا. إنها حالة "الفساد في الداخل، تولد قمامة في الخارج". نحتاج أن نراقب ليس فقط تصرفاتنا بل أيضا أفكارنا، توجهاتنا، دوافعنا وخيالنا.

في وسط الفساد والشر، يمكنك أن تكون مختلفا وأن تصنع فرقا. أخنوخ ونوح هما نموذجان لمن لم يسايروا الحشد لكنهما "سارا مع الله".

يبدو أنه "بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ" (22:5)، سار أخنوخ بأمانة مع الله باقي أيام حياته. هناك شيء قوي جدا، ورائع ومعجزي تقريبا بخصوص رؤية ميلاد أولادنا. صار واحد من أعز أصدقائي مسيحيا مؤمنا من خلال اجتيازه خبرة ولادة أول طفل له.

"وَسَارَ اخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لانَّ اللهَ اخَذَهُ" (ع24).

سار نوح أيضا مع الله. فقد وجد "نعمة في عيني الرب" (8:6). بالرغم من كل الشر الواقع من حوله، "كَانَ نُوحٌ رَجُلا بَارّا كَامِلا فِي أجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ" (9:6). صدق نوح الله وبنى الفلك، حتى بالرغم من أنها لم تكن تمطر ولم يكن هناك ماء على مرمى البصر. فعل نوح بالتمام ما قال له الله أن يفعله (ع22).

ساعدني يا رب لكي أكون بارا وبلا لوم في أفكاري، وكلماتي وأفعالي، إذ أسير معك في علاقة حميمة. ساعدني كي أفعل كل شيء تقول لي أن أفعله.

Pippa Adds

تك18:5

يبدو أن متوسط عمر البدء في تكوين أسرة كان متأخرا قليلا عما هو عليه اليوم. فقد ولد ليارد أول طفل في عمر 162. هذا عكس الحبل في سن المراهقة!

من الواضح أنه استغرق زمنا طويلا حتى يستعد ليكون أبا. ولكنه قام بعمل جيد جدا لأن ابنه أخنوخ سار مع الله (تك22:5-24).

References

© 1999 Bible Society of Egypt

جميع حقوق الطبع محفوظة لدار الكتاب المقدس بمصر