دراسات توني ايفانز في علم الكتاب المقدسعينة

قد يكون الكتاب المقدس الذي في منزلك مغلفاً بغلاف من الجلد أو بغلاف مقوى. اننا نراه جذاب، دقيق، مضغوط، ومنظم. لكن نادراً ما يأتي في تفكيرنا، كيف وصل لنا بهذا الشكل، قد نعتقد أنه ربما كان موجوداً دائماً بهذا الشكل المريح. لكن كي يصل إلى هذا الشكل، كانت الأمور أكثر تعقيداً، فقد استغرقت آلاف المخطوطات، التي نٌقلت عبر سنوات عديدة، وحُفظت بواسطة الروح القدس، تم قبول بعض الكتب ورفض بعضها الآخر، كل هذا حتى أصبح لدينا اليوم ستة وستون سفراً. لكن كيف يمكننا أن نثق في نزاهة هذه الاجراءات؟ حسناً، الإله الذي تكلم بكلمته، وجعلها حية وفعالة، وأقامها كأساس للحق، هو نفس الإله الذي صانها وحفظها عبر التاريخ حتى تم تجميع الكتاب المقدس بالكامل في مجموعة من الأسفار المقدسة التي نعرفها اليوم. 

يشبه قيام الله بهيكلة الكتاب المقدس، بمسيرك في نزهة إلى منزل أحد الأحباء. وفي الطريق، تقابلك بعض الزهور الجميلة. فتتوقف، وتقطف زهرة ثم تواصل السير. ثم تتوقف ثانية وتقطف زهرة أخرى وتستمر في السير قليلاً. وفي المرة التالية التي تتوقف فيها، تقطف بعض الزهور، ثم تواصل السير قليلاً، ثم تقطف زهرة أخرى. وعندما تصل إلى المنزل، أصبح لديك باقة زهور جميلة. لكنك لا تتوقف عند هذا الحد. إنما تبدأ في ترتيب الزهور وتنسيقها بطريقة معينة. تخيل كيف يشعر من تحب عندما تقدم له هذه الباقة المختارة بيدك بعناية!

هكذا كان الله، بينما كان يسير عبر التاريخ، قال، "موسى، اكتب هذا. اشعياء وأرميا، اكتبا هذا. لوقا، يمكنك أن تدون هذا. بولس، اكتب هذه الرسائل". وهكذا، على مدار 1500 سنة، مختلف الأسفار جمعها الله في باقة جميلة تدعى الكتاب المقدس. لكن الله لم يتوقف عند هذا الحد. لقد اشرف على ترتيب الكتاب المقدس، تم تجميع تسعة ـ وثلاثون سفراً معاً في العهد القديم، وسبعه وعشرون في العهد الجديد، مرتبة حسب النوع: الناموس، التاريخ، أسفار الحكمة، الأنبياء، الأناجيل، الرسائل، والرؤيا. عندما انتهى كل شيء، أشرف الله على الأحداث عبر الزمن حتى يتمكن من منحنا باقة مختارة بيده الممتلئة حباً.

كيف يمكن أن تذكر نفسك باستمرار بتقدير هدية كلمة الله الرائعة؟