(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولVzorec

شرح النص

تشكّل هاتين الآيتين مقدّمة لكلّ العظة التي ستأتي في الفصول 5– 7، وتأتي لتلفت نظر القرّاء إلى يسوع قبل الغوص في ما سيقوله. يسوع هو الذي "رأى" الجموع، وهو من "صعد" إلى الجبل، وهو الذي جلس كما يجلس المعلّم، وإليه "دنا" تلاميذه، وهو من يعلّم. فالمقصود إذًا في النصّ هو التركيز على هوّية يسوع كما على تعليمه. فقد جاء لأجل كلّ الناس، لكلّ الجموع. إنّه المعلّم ليس كالمعلّمين الكُثر الذين ملأوا فلسطين في أّيامه، لكنّه صاحب الكلمة ذات السلطان. صعد إلى الجبل وجلس، على ما فعل موسى "الكليم ": إنّه كاتب التوراة الجديدة. عندما أعطيت الكلمة لموسى، كانت مُحاطة بالبروق والرعود فابتعد كلّ الشعب وهرب، وبقي موسى وحده لينقل الشريعة لشعبه. أمّا يسوع فليس مجرّد ناقل، بل هو المشرّع الذي يدنو منه تلاميذه ولا يهربون، لأنّ كلمة الله صارت بين الجموع، وهي بمتناول الجميع.

أعاد يسوع إعطاء الشريعة الجديدة مباشرة دون أيّ وسيط. إنّه المجدِّد الذي لا ينفي القديم لكنّه يتخطّاه.

تأمل في النص

إنّ دنو التلاميذ من يسوع يدفعنا لنتساءل حول صلتنا به. أتى يسوع إلينا ليجعل منّا أصدقاءه، فهل نقترب منه لنسمع كلامه ونصادقه فنكون تلاميذه الأحبّاء؟ أم أننا نتبعه لمجرّد الرّوتين أو بدافع الخوف؟

ليست كلمات يسوع شريعة يحكمها الثواب والعقاب المخيف، بل هي دعوة للعيش على مثاله فيكون كل تلاميذه أولادًا أحبّاء لله. كلمات يسوع هي كلمات تربّينا لنصل جميعًا إلى الآب.

أن ندنو من يسوع هو أن نعي أن الإنجيل هو مكان اللقاء بيسوع والصلة معه، وطلب نعمة الإصغاء لتثبت كلمته فينا.

الفكرة الرئيسة

تجسَّدَ الرب بيننا وعايشنا وأعطانا كلامه لكيما بإصغائنا للإنجيل تتعمّق علاقتنا به، وتستنير خطانا في طريقنا إلى الآب بقوّة الروح القدس.

صلاة

أعطني يا رب نعمة الدنوّ منك، والإصغاء إلى كلامك، والاّتحاد بك فتكون وحدك معلّمي ورّبي. إجعلني أن آتي بالآخرين أيضًا معي فنكون جميعًا تلاميذك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم