(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

يشكِّل هذا النصّ الآية الأولى في انطلاقة حياة يسوع العلنيَّة في إنجيل يوحنَّا. يتفرَّد إنجيل يوحنَّا في ذكر هذه الآية، كما أنَّه يتميَّز باستعمال كلمة "آية" لعجائب يسوع أو معجزاته. يستعمل هذه الكلمة لأنَّ الأعاجيب التي يرويها يوحنَّا تقود بالمبدأ إلى الإيمان... إنَّها آية في سبيل الإيمان.

نُلاحظ أنَّ هذه الآية حوَّلت عنصرًا طبيعيًّا إلى عنصر آخر. إنَّه دليل على قدرة الربّ يسوع التي تتماهى مع قدرة الخالق. أمَّا رمزَّية هذا العمل فنستنتجها من بعض الصور التي يستعملها العهد القديم. صورة العرس والزواج تُشير بوضوح إلى علاقة الربّ بشعبه؛ فيسوع هنا يفتتح عهدًا جديدًا، عهدًا بدمه الذي يُسفك على الصليب. كذلك ينسب الأنبياء صورة العريس في هذا العهد الزواجيّ إلى الله. وهنا يظهر بوضوح أنَّ يسوع هو العريس، من خلال كلمة رئيس الوليمة: يسوع هو الذي أبقى الخمر الجيِّدة إلى الآن. إنَّها آية كشف هويَّة يسوع الإلهيَّة.

تأمل في النص

تلعب أمُّ يسوع دورًا هامًّا في تحقيق هذه الآية فَتُصبح مثالًا لكلِّ مؤمن. دَخَلَت إلى العرس قبل يسوع؛ مَهَّدَت له الطريق للآية؛ وفي نهاية النصّ تخرج وراءه مع التلاميذ. هذه هي دعوة المؤمن: أن يُمهِّد طريق الربّ لتحقيق مشيئته في الأماكن التي لم يَزُرْها بَعد؛ ويبقى دائمًا في وضع التلميذ، أي يسير خَلفَ المعلِّم.

لاحَظَتْ أمُّ يسوع النقص؛ لَم تُخفِه ولم تُجمِّل الواقِع بأنَّ كلَّ شيء على ما يُرام. بعد ذلك، عرضَتْ النقص على يسوع (ليس عندهم خمر)، دون أنْ تَطلب منه شيئًا؛ لم تُنصِّب نفسها مُعلِّمة على المُعلِّم. أخيرًا، لم تَدعُ الخدم للذهاب هنا أو هنا للشراء أو للاقتراض من عند الجيران؛ وجَّهَتْهُم صوب يسوع الذي يستطيع وَحدَه أنْ يملأ الفراغ. أليست هذه مسيرة المؤمن المثاليَّة؟!

الفكرة الرئيسة

لم يطلب يسوع مَلْءَ أوعية الخمر التي نفدت. طَلب مَلءَ أجران التطهير، الغسل الخارجيّ، بالماء الذي حوَّلَه إلى خَمر يُشرب؛ أصبح بالتالي التطهير داخليًّا. هكذا تُكتب الشريعة الجديدة في قلوب المؤمنين.

صلاة

فراغاتي كبيرة يا ربّ. لا تسمح بأن أسعى إلى مَلئها من ينابيع وهميَّة تزيد الفراغ فراغًا. أنت وَحدَك يا ربّ ينبوع الحياة الذي يروي الغليل دون عودة إلى العطش.

خذ قرارًا لهذا اليوم