(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
يبدأ النصّ بذكر المسيرة التي على التلميذ أنْ يتحلَّى بها: اتِّباع المعلِّم. ضمن هذا الاتِّباع سوف يخاف التلاميذ لأنَّ عاصفة قويَّة جعلت الأمواج تغمر السفينة، أضف إلى ذلك نوم يسوع في السفينة. شعر التلاميذ بالوحدة دون معلِّمهم النائم في هذا الخطر الشديد، فأيقظوه وطلبُوا منه انقاذ حياتهم.
قبل أنْ ينتهر يسوع الرياح والبحر، وَبَّخ تلاميذَه على قلَّة إيمانِهم. أين تكمن قلَّة الإيمان؟ كان عليهم ألَّا يخافُوا بمجرَّد أنَّ المعلِّم معهم – وإن كان نائمًا. حضور المعلِّم كافٍ للثبات في الإيمان وعدم التزعزع بالرغم من العواصف. بل أكثر من ذلك، وهذا يظهر خاصَّة في إنجيل متَّى، في العاصفة تتجلَّى قوَّة الإيمان. فَفي النصوص المتوازية (مر 4: 35 – 41 ؛ لو 8: 22 – 25) يُسكِت يسوع البحر ويُهدِّئ العاصفة أوَّلًا، بعد ذلك يوبِّخ تلاميذه على خوفِهم وعدم إيمانِهم. أمَّا في نصَّ متَّى فيأتي توبيخ يسوع على قلَّة الإيمان ضمن العاصفة، لأنَّ الإيمان يرى خلاص الربِّ حتَّى قبل أنْ يتحقَّق بالكامل.
بعد تسكين يسوع للعاصفة، طُرح السؤال حول هوَّية الذي له سلطان على عناصر الطبيعة الهوجاء. فهذِه العناصر أخافَت الشعوب والحضارات القديمة التي جَعلَت منها آلهة أو خَلَقتْ آلهة لتسكينها. أمَّا يسوع فيستطيع أنْ يسكتَها لأنَّه الكلمة الخالق الذي له سلطان على مجمل الخليقة.
تأمل في النص
منذ بدء المسيحيَّة رَمزَت السفينة إلى الكنيسة. تأتي هذه الرمزَّية نتيجة اختيار يسوع للتلاميذ الأوَّلين إذْ كانُوا صيَّادين. توسَّعت الرمزَّية إلى البحر مسكن الشرّ وإلى التلاميذ صيَّادي البشر للخلاص من بحر الشرور. ولاحقًا جاء اسم السمكة كشعار للمسيحيِّين الذين يؤمنُون أنَّ "يسوع المسيح ابن الله المخلِّص". من هنا يأتي التأمُّل بتسكين العاصفة على أنَّه عمل يتكرَّر مع الكنيسة منذ نشأتها حتَّى هذا اليوم.
تحاول عواصف الشرّ عرقلة إبحار الكنيسة في العالم لاصطياد الناس إلى الخلاص. بالمُقابل، تؤمن الكنيسة أنَّ الربَّ يسوع حاضر فيها، لأنَّه مات وقام، ولأنَّه عمَّانوئيل. تشعر في بعض الأحيان أنَّه نائم! حضوره يُشدِّدها في ضعف إيمانها. تصرخ إليه واثقة بانتصارها الأخير في جهادِها ضدَّ روح العالم.
وما نقوله عن الكنيسة يُطبَّق أيضًا على المؤمن. فالمؤمن، على مثال الكنيسة، يُجاهد واثقًا من أنَّ الغلبة أعطيت لَه مُسبَقًا من خلال انتصار يسوع على قوى الظلمة. فما على المؤمن إلَّا الاستنجاد بيسوع النائم-اليقظ الحاضر فيه.
الفكرة الرئيسة
عدم الاعتقاد أنَّ الربَّ يسوع غافل عمَّا نعيشه شخصيًّا وكنسيًّا. إَّنه حاضر دائمًا لتحقيق خلاصه فينا ومعنا.
صلاة
"نجِّنا يا ربّ، فنحن نهلك!" طلبة رائعة لأنَّك أنت المخلِّص وحدَكَ. لكنَّها طلبة تذكِّرنا بِضعف إيماِننا. أعطِنا يا ربّ أنْ نحوِّلها لتصير: أنتَ تنجِّينا يا ربّ، عندما نعتقد أنَّنا نهلك.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More