(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص

زيت مقدّس يستعمل للمسحة الإلهيّة. يسكب فيه طيوب متنوّعة تفوح بعطر الألوهة الطيّب الشذا. الزيت يرمز إلى الخلاصة الأساسيّة للثمرة. وهكذا، فمن يُدهن بالزيت فهو يدخل في علاقة مع جوهر الألوهة التي تسكب نعمتها عليه.

والزيت يُستعمل أيضًا للمداواة، فله خصائص طبيّة عدّة. كما للعطور المضافة إليه خصائص طبيّة ايضًا. من هنا كان المسح بالزيت يدلّ على تدخّل الله في حياتنا الذي يجبر كسرنا ويسند ضعفنا ويداوي أمراض روحنا، غافرًا لنا خطايانا، التي نتوب عنها بندامة صادقة.

من هنا، اعتمدت الكنيسة الأولى، ومنذ نشأتها، على الزيت كمسحة مكرسة للمعمودّية. فمن خلال سرّ العماد ندخل في عمق البنوّة لله وهو يرفع خطيئتنا وفتح لنا أبواب الملكوت الذي خسره أبونا آدم.

تأمل في النص

"روحُ السَّيِّدِ الرّبِّ عليَّ، لأنَّ الرّبَّ مسَحني لهُ. أرسَلَني لأُبشِّرَ الَمساكينَ وأجبُرَ الُمنكسِريّ القلوبِ" (إش 61 : 1). يدعونا الربّ أن نتأمّل بعظمة موهبة الروح القدس التي نلناها بالعماد. هذه العطيّة الفريدة التي اقتناها لنا يسوع المسيح بسكب دمه في ذبيحة الفداء. وعلينا أن نفهم دور هذه المسحة في حياتنا إذ ترفع طبيعتنا من انغماسها في المادّيات إلى سموّ عالم الإلهيّات. وعلينا أيضًا أن نعي الرسالة التي من أجلها تطلقنا هذه المسحة في أربعة اقطار العالم. فالله اختارنا ومسحنا لأنّه يحبّنا ويريد خلاصنا، ولكنّه أيضًا يرى في كلّ منَّا رسول تطلقه يمين الربّ ليحمل إلى البشرّية نفس المسحة التي نالها هو في عماده.

فالعطر الذي يفوح من هذا الزيت ليس موجّهًا لي فقط، لأتنشّقه وأستطيبه. بل فوحان هذا العطر يبحث عن الأبعدين ليقودوهم بجذّاب ريحانه إلى الحظيرة الآمنة وإلى أحضان الآب السماويّ. علينا أن نحافظ على عطر قداستنا، فلا نخسرها بسبب الشرير وحيله. ولنسع إلى نشرها حولنا فنعطيّ الإيمان مجّانًا للآخرين، لأنّنا نحن أيضًا نلناه مجّانًا من فوحان عبير إخوتنا الذين سبقونا فاقتادونا بمثالهم إلى الإيمان.

الفكرة الرئيسة

المسحة المسيحانيّة هي التي تفتح لنا باب التبنّي للآب القدوس. وهي أيضًا تطلقنا بقوّة الروح القدس، رسلًا إلى جميع الأمم وحتّى انتهاء الدهر.

صلاة

أَفتَحُ يديّ وقلبي لك يا ربّ لتأتي وتسكن فيه وتجعل منّي مستقرًّا لنعمتك. فمحبتك أطيب من الحياة وعندك أجد جميع ما يتمنّاه قلبي. وأعدك أللهمّ أن أكون معك الرسول الذي يجمع الخراف ولا يبدّدها، بل يسهر مع الراعي ولو ساعةً واحدةً من ساعات الليل المظلم.

خذ قرارًا لهذا اليوم