(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولနမူနာ

شرح النص
عمل الله كلّ ما يلزم لتخليص لوط وعائلته من الموت. وبالرغم من ذلك نجد أنّ امرأة لوط فقدت حياتها. فالخلاص الذي يعدّه الله على الإنسان أن يتقبّله ويتفاعل معه. عليه أن يسير بحسب شريعته وإلّا لن ينفعه شيء. ليس الخلاص عمليّة سحرّية تقف على الله وحده. مطلوب منّي أن أفتح قلبي وأن أتقبّل عطيّة الله المجّانيّة لي؛ وهذا ما لم تفعله امرأة لوط، فهلكت.
نجد أن تلك المرأة نظرت إلى الوراء، وكان هذا كافيًا لهلاكها. فهذه الحركة لها رمزّيتها ودلالاتها. يخطئ من يفهم أنّ الربّ يريد إهلاك تلك المرأة لأقلّ هفوة ترتكبها. النظر إلى الوراء ليس مجرّد حشرّية ولا هو رغبة في معرفة ما يجري. بل هو هنا دليل التعلّق بما هو خلفي والتأسّف على ما يحلّ به. وسدوم ليست سوى بؤرة الفساد. فتعلّق المرأة بسدوم هو دليل أن برّها بقي خارجيًّا أمّا قلبه فمشدود إلى جمال الخطيئة.
نفهم مّما جرى أنّ امرأة لوط لم تخرج قلبيًّا من سدوم، بل بقيت فيها، ولذلك ماتت كما ماتت تلك المدينة. ما ينظر الربّ إليه ليس أين نحن أو ماذا نفعل، خارجيًّا، بل هو فاحص القلوب والكلى، وهذا ما يهمّه منّا.
وعلينا أن نتذكّر دومًا أن سدوم هي من أحرقت نفسها بانغماسها في نار الخطيئة، لذلك فكلّ من يبقى فيها فهو يحرق نفسه بنارها. الربّ سعى إلى تخليص تلك المرأة، لكنّها أبت إلّا أن تبقى في خطيئتها فقتلتها.
تأمل في النص
"من يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء" (لو 9: 62). يدعونا الربّ دومًا إلى اتّخاذ قرار جذريّ في حياتنا: مع الله أو ضدّه. في ما يخصّ الإيمان والخلاص، لا وجود للحلول الوسط، إذا لا يتلاقى النور مع الظلام ولا الخير مع الشرّ. يحاول الإنسان بشتّى الطرق أن يجد حلولًا وسطيّة تبقيه مع الله دون أن يخسر ملذّات الدنيا الدنيئة، ولكن عبثًا يحاول؛ كمن يجمع الموت مع الحياة.
أنا مدعوّ اليوم أن أجدد خياراتي، بشكل صادق وواضح ونهائيّ. ومدعوّ أيضًا ان أكنس قلبي يوميًّا من أي بقايا لعالم الظلام. عليّ أن أدرك أنّ التفاتة واحدة إلى الوراء كفيلة بتحطيمي وتحطيم مسيرتي. فالشرير قويّ. وأنا، بدون الله، ضعيف أمامه. فإن نظرت إلى الوراء، أشحت بوجهي عن مخلّصي، تجرّدت منه، فسقوطي أصبح حتميّ.
من يتمسّك بالله يصنع الخير لنفسه، ويؤمّن خلاصه. "فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه، وماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه " (متى 16 : 26).
الفكرة الرئيسة
الخيار حاسم: مع الله أو مع عالم الشرّ. لا يمكننا أن نتلفّت إلى الشرّ دون أن نخسر الله.
صلاة
حصّن يا ربّ قلبي من أي التفاتة إلى ما لا يرضيك. اجعلني جذرًّيا في خياري لك، ثابتًا في مقاصدي في اّتباعك، مدركًا فداحة الأخطار المحيطة بي، كفخّ ينصبه الشرير لقدماي الضعيفتان.
خذ قرارًا لهذا اليوم
က်မ္းစာမ်ား
ဤအစီအစဥ္အေၾကာင္း

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More