(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSampel

شرح النص

كان الفريسيون قد سمعوا أن يسوع يرفض ممارسة الطلاق كما كانت آنذاك بين اليهود. لذلك أتوا بهذا السؤال لكي يجرّبوه وبالأحرى لكي يقول رأًيا لا يرضي مسامع الشعب. يطرحون السؤال بحسب الصيغةَ الواردة في الناموس الذي يخوّل الرجل بحق الطلاق بمجرَّد التصريح أنّ امرأته "لمْ تجِدْ نعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ" (راجع تث 24 : 1– 4). أما يسوع فيجيبهم بالعودة إلى النصوص الأساسية، أي إلى ما كتبه موسى (الآية 3) والآية الرابعة تلخّص تفسير الفريسيين بتأكيدهم أن موسى منح للرجل حق كتاب الطلاق. في الآيات 10 – 12 يحكي يسوع مع تلاميذه على انفراد "في البيت". يزيد موقفه حدةً ويرفض بشكل جذريّ تفسير الناموس بهذا الشكل.

الخلفية القانونية لوصية يسوع التي تساوي بين الرجل والمرأة تعود إلى القوانين اليونانية الرومانية آنذاك حيث يردُ حق المرأة بطلاق زوجها أيضًا. يضاف هنا أنّ الاعتماد على القوانين اليونانية الرومانية تؤكد أن قرّاء مرقس كانوا مسيحيين من أصل أمميّ يعرفون هذه الشرائع وعليهم أن يغيروا موقفهم من الطلاق.

تأمل في النص

فيرى يسوع مسألة الطلاق من منظار مختلف عن اليهود والأمم. بالنسبة إليه الزواج يبنى على مبدأ المحبة ولذلك يفهم أن سماح موسى للطلاق يعود إلى سيطرة الخطيئة على تصرّف الإنسان وإلى ابتعاد الإنسان عن الله.

يرتأي يسوع أن مسألة الطلاق لا تعالج من قانون ثانويّ متسامح للطلاق، بل من نص الخلق نفسه الذي يتكلم عن طبيعة الإنسان كما أرادها الله: الطلاق غير مرضيّ من الله وإن كان موسى سمحه بسبب قساوة قلب البشر. يكمّل يسوع بالأحرى خط الذين طلبوا التوبة والعودة إلى إتمام مشيئة الله (راجع مثلًا تث 10 : 16 ؛ وسي 16 : 10).

في سياق إنجيل مرقس نرى أن يسوع يبرز مجددًا كرامة المرأة في المجتمع والتساوي بينها وبين الرجل بعيني الله.

الفكرة الرئيسة

أسس الله الزواج بين الرجل والمرأة على قاعدة المحبة والتساوي بين الجنسين.

صلاة

أشكرك يا رب لأنك أردت أن تزرع بذرة المحبة في قلوب البشر وأعطيتَنا أن نؤسّس عائلات تشهد لمحبتك ولعنايتك الإلهيتين. لأنك أنت منبع كل سرور وابتهاج. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم