(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولPrimjer

شرح النص

أثناء محاكمة يسوع المدنية، يتقصّى بيلاطس المعلومات حول موضوعَين: هوّية يسوع وصحّة الإّتهامات ضدّه. السؤال الأساسي المطروح هو "الملكيّة "، وحول هذا الأمر فقط يعطي يسوع جواًبا. أمّا إّتهامات رؤساء الشعب فلم تلق منه إلَّا جوابَ الصمت، مّما أدهش الحاكم وجعله في حيرة من أمره. بعد الاستنطاق الفردي، تأتي المحاكمة أمام الشعب. لم يتصرّف بيلاطس كقاضٍ عادل حسب ما يملي عليه ضميره. كان موقفه موقف السياسي الذي يحاول أن يتهرّب من مهامه كي يستقطب الإجماع حوله. جاء تدخّل إمراته ليقوّي اعتقاده الداخلي بالاّتهامات الكاذبة وببراءة يسوع. اعتمد على الشعب، المختلف أساسًا مع رؤسائه (مت 26 : 5) لينقذ نفسه، لكنّ الشعب خان مسيحه بعد أن استقبله يوم الشعانين بهتافات الإنشاد والتسبيح. بعد خيانة يهوذا، وخيانة المجلس الأعلى اليهودي، وخيانة الشعب، تأتي خيانة بيلاطس: فيُصدر الحكم بالموت صلبًا على بريء. وكما في كلّ حالة قاتلٍ مجهول (تث 21 : 6)، غسل بيلاطس يديه متملّصًا من دم المسيح. فأخذ الشعب بأسره على عاتقه تحمّلَ المسؤولية.

تأمل في النص

يطرح نصّ الحكم على يسوع بالموت مسألتَين: على مَن تقع مسؤولية موت يسوع؟ وما تهمة يسوع الأساسيّة؟ إنّ المسؤوليّة لا تقع على هذا أو ذاك من الحاضرين أثناء المحاكمة فقط، كلّنا مسؤولون عن موت المسيح. خطايانا هي السبب. فمن واجبنا اليوم ألّا نعاود قتله مرّة جديدة. أمّا بالنسبة للإّتهامات حول هويته وأقواله وأعماله فهذا يفهم من خلال تخييب المسيح لآمال شعبه: لقد انتظر مسيحًا سياسيًا وخلاصًا من الرومان فإذا بالمسيح رجلٌ مقهور ومذَّلل.

وهنا أيضًا يطرح السؤال علينا: أيّ نوعٍ من خلاص ننتظره نحن اليوم من مسيحنا؟ ماذا عليه أن يعمل بعد، ليبرهن أنّه المخلّص الحقيقي؟

الفكرة الرئيسة

لقد خان الشعب مسيحه وخان بيلاطس ضميره، فحُكم ظُلمًا على بريءٍ بالموت.

صلاة

يا سيّدي يسوع المسيح، لأجل هذا الحُكم غير العادل الذي سبَّبَتْه لك خطاياي، علّمني ألّا أدينَ أحدًا، وقوّني لأتحمّل كلَّ ألمٍ يتأّتى عليّ مّما يختلقُه الناس ضدي افتراءً ونميمةً، آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم