(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولPrimjer

شرح النص

عرفت بلاد ما بين النهرين عدة طوفانات. ومسبباتها ظواهر طبيعية أهمها ذوبان الثلوج. كاتب النص يسند الأمر إلى الله منطلقًا من فكرة لاهوتية مفادها أن كل ما يحدث على الأرض هو من الله. الله يقيم عهده مع نوح. هنا، لأول مرة ترد كلمة "عهد" التي ستأخذ أبعادًا لاهوتية كبيرة في تاريخ الخلاص. يقضي عهدُ الله بأن يدخل نوح وعائلته الواسعة السفينة، وبأن يُدخِل زوجًا من كل الخلائق الحيوانية وأن يأخذ ما يكفي من الطعام لفترة الطوفان. وهدف هذا العهد هو استبقاء أصناف المخلوقات بعد الطوفان. هذا مشهد يشبه مشهد الخليقة، عندما خلق الله الإنسان (الذكر والأنثى) وعهد إليه تسمية الحيوانات والسهر على تكاثرها لتملأ الأرض (تك 1: 28). أيضًا، في "الخلق الجديد"، بعد الطوفان، الله يوكل إلى الإنسان الاهتمام بالخليقة. هو على صورة الله وتاج مخلوقاته، ووكيله على الأرض ليعتني بالخليقة بطريقة تحقق أهداف الله الصالحة.

تأمل في النص

على ضوء تعليم يسوع، نعلم أن الله لا يهلك، ولا يخرب ولا يدمر، شر الإنسان هو الذي يجلب الخراب والدمار. الله بمحبته يدعو الإنسان لكي يأتي إليه فيرحمه. يسوع خلصنا من الصورة الوثنية التي ألصقها الإنسان بالله قديًما. الإنسان وكيل الله في الخليقة لكي يعتني بها، ويعمل على جعلها تحقق إرادة الله الصالحة. الإنسان رسول الله على الأرض لكي يقود الخليقة إلى الله عند المخاطر. يحاول الإنسان أولًا أن يقرب إلى الله الدائرة الأقرب، أي عائلته، ثم الدائرة الأبعد، ثم الخليقة كلها. عب 11 : 7 عن نوح: "بنى فلكًا لخلاص بيته ". يوجد شر كبير على الأرض ونحن مدعوون لمحاربته بدعوة عوائلنا والمحيطين بنا للرجوع إلى الله وعمل كل ما يُسهّل عليهم هذا الرجوع. نحن مدعوون إلى قيادة الخليقة إلى الله بواسطة تمسكنا بالأخلاق والقيم الإلهية، والعمل على إحداث تغيير نحو الأفضل في كل دوائر الحياة: في العيش، والعمل، والتفكير والتنظير، والتربية والمثال.

الفكرة الرئيسة

إن شر الإنسان أصاب المجتمع بالخراب والدمار، والله أقام معي عهدًا بأن أقود إليه، أهل بيتي وأخوتي في الإنسانية والخليقة كلها. فيه وحده الحماية الكاملة من الشر، وهو من يهدينا لإقامة "خليقة جديدة" تعيش بانسجام معه لكي تحقق الخليقة أهدافه.

صلاة

إلهي! أعطني أن أعي بأن الشر الذي يصدر عني يصيب الخليقة كلها بالخراب، وبأنني مدعو للرجوع إليك، وقيادة أهل بيتي إليك، بل وقيادة الخليقة إليك.

خذ قرارًا لهذا اليوم