مختوم - الجزء الأولعينة

اليوم الثالث: ختم القلب

عبارة "ختم قلبك" مكتوبة بلغة شعرية، وتُجسّد عمق الحب والالتزام - رباط لا ينقطع - عهد. إنها تعني حبًا لا يهتز بسهولة، آمنًا وعميقًا لدرجة أنه يصبح جزءًا لا يتجزأ من الوجود.

في سفر الأناشيد 8:6، حيث يطلب الشخص من المستمع أن يضع ختمًا على قلبه، يُمكن فهم أن العروس تطلب هذا. ولكن إذا نظرنا إلى قصة الله كاملةً كما رُويت في جميع أنحاء الكتاب المقدس، فإن محبة البشر هشة وتافهة للغاية مقارنةً بمحبة الله العظيمة التي لا تُقاوم. لا يُمكن إلا للعريس نفسه، الملك يسوع، أن يطلب ختمه على قلب العروس - لأن محبة الملك وحدها هي التي تُضاهي قوة الموت، وتمتلئ بنار الغيرة التي لا تُطفأ. محبة يسوع لعروسه قوية وحاسمة كالقبر. ولعروس قلبه، التي نضجت في محبته، يقول: "اجعليني ختمًا من نار على قلبكِ يا عروستي".

هذا الختم الناري عملية مستمرة. يبدأ يوم ميلادنا من جديد، حين يسكن الروح القدس فينا، ويستمر في التمسك بنا، ويلتصق بقلبنا طوال حياتنا وما بعدها إلى الأبد. إنه ختم علامة قلب الله التي تتحد بقلب الإنسان.

هذه العلامة تُغير الكثير في العروس. تبدأ برؤية العالم من حولها بشكل مختلف. إنه ختم يجعل قلبك لا يشبع أبدًا، راغبًا في التقرب منه، وسماع صوته، ورؤية قوته، ومن يدري، حتى لمسه. إنه حقيقي كما لو كانت هناك قطعة فريدة من مادة ليست جزءًا من التكوين العضوي البشري، تحمي، وتُرضي، وتُجدد، وفي الوقت نفسه، مؤلمة، تتوق إلى ملء حضوره وقلبه. كل من يرى هذه المرأة المختومة يدرك أنها لم تعد طبيعية، كغيرها. بالنسبة لها، تفقد بعض الأمور معناها، بينما تبدأ أخرى في اكتساب معنىً كامل. ثمة شيء خارق للطبيعة فيها لأنها مختومة.

صلاتي:

يا أبا الأنوار، أعلم أنك، برحمتك، وجدتني في أحلك الأماكن، ودعوتني، ووضعت عليّ ختم محبتك. استمر في عمل التطهير في حياتي. زد من جوعي وعطشي للمزيد من الله. ليُثبت ختم نارك على قلبي أكثر، مُغيرًا من أنا اليوم، باسم يسوع، آمين.