مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

حوار يسوع مع توما(يوحنّا20: 27-29)
~النص البيبلي~
27ثُمَّ قالَ لِتوما: “هاتِ إصبَعَكَ إلى هُنا وانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يدَكَ وضَعْها في جَنبي.ولا تَشُكَّ بَعدَ الآنَ، بل آمِنْ”.28فأجابَ توما: “رَبِّي وإلهي”.29فقالَ لَه يَسوعُ: “آمَنْتَ يا توما، لأنَّكَ رأيتَني.هَنيئًا لِمَنْ آمَنَ وما رأى”.
~شرح النص~
ليست المرّة الاولى في إنجيل يوحنّا حيث نجد الفعلَين“رأى وآمن”مرتبطين في الإطار نفسه(1: 50؛3: 36؛4: 48؛6: 30و36و40؛9: 37–38؛11: 26و40؛19: 35)إذ يركَّز على الإيمان بعد الخبرة الشخصيّة خاصةً من خلال حاسة النظر.فالنصّ(20: 27–29)يعلن بقوّة“لأنّك رأيتني آمنت”.هذه الآية تعطينا عمق خبرة التوبة التي عاشها توما بعدما أعلن إيمانه جهارًا قائلاً“ربي وإلهي”:إنّه التعبير الوحيد في العهد الجديد الذي يعتبر أنّ يسوع هو الله، وهو يستعمل العبارة نفسها التي طلب الامبراطور دوميسيان(+95)أن يُلقّب بها: “ربّنا وإلهنا”.فقد قال توما قبلاً“لا أصدّق إلاّ إذا…وضعتُ إصبعي في مكان المسامير”، لكن، لـمـّا التقى بالقائم، ورآه، لم يعد بحاجة إلى اللمس، بل تخطّاه.فقال له الرب“آمنتَ لأنّك رأيتني”ولم يقل“لأنّك لمستَني”.فقد تخطّى توما ما قد فرضَه شرطًا للإيمان وعاش توبةً داخليّة عميقة، جعلته رسولاً شاهدًا وشهيدًا وصولاً إلى الهند.
يطرح ترائي يسوع لتوما مشكلة الأجيال الجديدة في المسيحيّة، وكيفيّة ملاءمة الكرازة الفصحيّة لمن لم يعش اختبار القبر الفارغ ولا ظهورات القائم.يشخّص توما تلميذ الأجيال اللاحقة الذي يشكّك في الكلمة المبشَّر بها، ويريد أن يرى آية تدعمها.إنّ هذا الطلب هو، إجمالاً، تعبيرٌ عن اللاإيمان، لأنّ عمل الله، والقيامة بشكل خاص، لا يُمكن أن يُبَرهَن بطريقة ملموسة.فالتطويبة النهائيّة(20: 29)، الثانية في الإنجيل(بعد13: 17)، تُعلن أنّ السعادة ليست مرتبطة بنظرٍ ملموس أو برؤية خارقة إنّما بسماع المبشّرين.تصل الأجيال اللاحقة إلى الإيمان من خلال عمل الروح القدس(14: 18–26)أثناء قبول الكلمة التي تُعلِن تدبير يسوع الخلاصيّ على الأرض.
~تأمل في النص~
عندما أعطى يسوع هذه التطويبة“هنيئًا لمـَن آمن وما رأى”كان على وشك ترك العالم الأرضيّ نهائيًا؛ فظهورات القائم لم تدم طويلاً، ولم يعد ممكننًا اللقاء به إلاّ بواسطة الإيمان.لقد بدأ زمن الكنيسة، الذي به يُصغي المؤمنون إلى شهادات الرسل.حتى ولو توقّفت إمكانية رؤية يسوع التاريخيّ بالعين المجرّدة إلاّ أنّه من الممكن اختبار حضوره الروحيّ في الكنيسة، بواسطة الإيمان، المفتعَل والمعمَّق بعمل الروح القدس، الذي أرسله يسوع إلى الجماعة المؤسَّسة من قبله.فالذين لم يعيشوا مع يسوع التاريخيّ ولم يروه، يستطيعون اختبار الفرح والسلام وكلّ ما تعنيه هذه التطويبة من خلاص.إنّها خبرة المؤمنين على مرّ ألفَي سنة من المسيحيّة!
~الفكرة الرئيسة~
لقد قبلت الأجيال المسيحيّة الإيمان بناءً على خبرة الرسل الملموسة:هنيئًا لنا!
~صلاة~
أعطني يا ربّ روحك القدوس، فيُضرم قلبي بنار الإيمان، عندها أستطيع أن أكون شاهدًا على قيامتك في حياتي.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/