مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

ترائي يسوع لمريم المجدليّة(يوحنّا20: 14-15)
~النص البيبلي~
14قالَت هذا والتَفتَت وراءَها فرَأت يَسوعَ واقِفًا، وما عرَفَت أنَّهُ يَسوعُ.15فقالَ لها يَسوعُ: “لماذا تَبكينَ يا امرأةُ؟ ومَنْ تَطلُبـينَ؟”، فظَــنَّت أنَّهُ البُستانيُّ، فقالَت لَه: “إذا كُنتَ أنتَ أخَذْتَهُ يا سيِّدي، فَقُلْ لي أينَ وضَعتَهُ حتى آخُذَهُ”.
~شرح النص~
إنّ الفعل“التفتت وراءها” (20: 14)في اللغة اليونانيّة هو نفسه يعني“التوبة”.لقد شارف اختبار المجدليّة مرحلة متقدّمة لمعرفة المسيح لكنّها لم تصل بعد إلى النور الحقيقيّ.لقد رأى شرّاحٌ في المجدليّة مثال التوبة الضروريّة لكلّ مَن أراد أن يصبح تلميذًا ليسوع.إنّ“توبتها”، جسديًّا، الآن، جرت من خلال وضع ظهرها للقبر، مكان الموت، ووجهها نحو عالم الحياة، فرأت حينها يسوع.إنّ انغلاقها في عالم الحزن والبكاء لا يزال يمنعها من معرفة يسوع القائم.
سؤال المسيح للمجدليّة“مَن تطلبين” (20: 15)يدحض البحث عن جثّة لا فائدة من استعادتها.إنّ فعل“طلب أو بحث،chercherأوzêteoفي اليونانيّة”في إنجيل يوحنّا، له مدلولاته اللاهوتيّة(يوحنّا1: 38؛4: 23و27؛6: 24–26؛13: 33).في بداية إنجيل يوحنّا، أوّل كلمة نطق بها يسوع كانت عندما سأل التلميذين الأوّلين: “ماذا تطلبان؟” (يوحنّا1: 38)، والآن يسأل المجدليّة: “مَن تطلبين؟”.يختلف سؤاله للمرأة“مَن”عن سؤاله للرجلَين“ماذا”.يحاول يسوع الصعود بالمؤمنين تدريجيًا من الأشياء“ماذا”في أول الإنجيل، إلى الأشخاص،“مَن”في نهاية الإنجيل.
لقد ظنّته مريم البستانيّ(20: 15).إن قبر يسوع كان في بستان(يوحنّا19: 41)، ورأى فيه الآباء إشارة إلى بستان عدن(تكوين2: 8):لقد عصى آدم الأوّل الله، فطُرد من بستان عدن(تكوين3: 23–24)، أمّا يسوع، آدم الجديد، فقد أعاد آدم المطرود إلى فردوسه، وأعاد معه كلّ المؤمنين به، التابعين له، إذ ذهب ليُعدّ لنا مقامًا، وقد رجع ليأخذنا فنكون معه(يوحنّا14: 3).
~تأمل في النص~
في خبرة فريدة، التقت المجدليّة الملاكَين، لكنّها ردّدت لهما ما قالَته للتلميذين عن أخْذ جسد الرب إلى مكان مجهول.وها هي تلتقي الآن يسوع، وهي تظنّه البستانيّ، ولا تزال تريد جسدًا مائتًا موضوعًا في مكان مجهول.لم يكن القبر الفارغ برهانًا على القيامة بل علامةً تُشير إليها.تفكير المجدليّة يلاقي إنجيل متى في ما أُشيع من تضليل(متى28: 11–15)أنّ جسد الربّ مسروق.فللقبر الفارغ عدّة معانٍ، وليست القيامة إلاّ المعنى الأصعب.
~الفكرة الرئيسة~
القبر الفارغ وظهور يسوع للمجدليّة واقفًا،علامة الانتصار،لم يؤكّدا القيامة لـمَن عرفت يسوع التاريخيّ.لذلك،لا يمكننا اليوم أن نطلب اختبار القائم إلاّ في قلبنا:هناك نراه!
~صلاة~
ساعدني يا رب لكي أرتقي بمعرفتي بك من الطلبات الماديّة، فـأتبعك، روحيًّا، إلى مراعي الحياة الخصيبة.آمين.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/





