مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

يوم 114 من إجمالي 365

ضلال حكمة بابل ومعرفتها(إشعيا47: 10-12)

~النص البيبلي~

10وثِقْتِ بِنفْسِكِ في الشَّرِّ وقلتِ:لا يَراني أحدٌ!حِكمَتُكِ وعِلْمُكِ هُما ضَلَّلاكِ، فقُلتِ في قلبِكِ:أنا وما مِنْ أحدٍ غيري.11سيأتي علَيكِ الشَّرُّ مِنْ حيثُ لا تعرِفينَ، وتقَعُ علَيكِ المُصيبةُ ولا تَقدِرينَ على رَدِّها، ويأتي علَيكِ بَغتَةً خَرابٌ لا تَعلَمينَ بهِ.12تمَسَّكي بِسِحرِكِ وكثرةِ شَعوَذاتِكِ شأنَكِ في ذلِكَ مُنذُ صِباكِ، لعلَّها تكونُ مُفيدةً لكِ، وبِها تُرعِبينَ أعداءَكِ!

~شرح النص~

ينتقل الكاتب من الكلام عن أفعال بابل الظالمة، والنير الذي وضعته على البائسين، ليتحدّث عمّا يدور في فكرها، وكيف تنظر إلى ذاتها وإلى أفعالها.بداية يتحدّث عن ثقتها بنفسها، أي بكونها لا تقلق بشأن أفعالها لأنّها تعتبرها صالحة.تثق بنفسها في الشرّ، لكونها تنظر إلى ما هو شرّ باعتباره خيرًا.تقلب المقاييس.

الأرجح أنّ في ذهن الكاتب، هنا، مخالفة الانسان لوصيّة الربّ الإله في تكوين2–3.ففي قصّة خلق الانسان نجد أنّ الانسان، بإصغائه إلى كلام الحيّة، وأكله من شجرة معرفة الخير والشرّ، أراد أن يكون هو مَن يقرّر ما هو خير وما هو شرّ.رفَضَ الانسانُ بأكله من الشجرة التي منعه الربّ أن يأكل منها، رفَضَ شريعةَ الربّ، واستبدلها بشريعته.

بابل هنا، تمثّل هذا الانسانَ المتمرّد.وضعت شريعتَها، ورسمت أن يكون الظلم خيرًا، والتفريط بالرحمة خيرًا، وإلقاء النير على أعناق المتألّمين خيرًا.

لذا، يوبّخها الربّ على حكمتها وعلمها. “حكمتك وعلمك هما ضلّلاكِ” (آية10).وفي الأصل العبريّ“أفتناكِ”.هذه المعرفة المشوّهة التي سعى إليها الانسان بعيدًا عن معرفة الربّ وشريعته، هي التي يتحدّث عنها النبيّ هنا بلسان الربّ.ولذا، سيكون عقابها بأن يأتي عليها“الشرّ”الذي يعرفه الربّ وهي لا تعرفه.ولن تستطيع أن تردّه لأنّها ستكون أضعف ممّا تتصوّر.هذا الشرّ هو الخراب الذي سيأتي بغتة عليها.هو الحرب.الشرّ نفسه الذي تقوم هي به وتظنّ أنّه خير.

ستعود إلى الخراب الذي كانت عليه الأرض قبل أن يخلقها الله، قبل أن يخلّصها من عناصر الموت، من الظلمة التي ترمز إلى الجهل، إلى عدم معرفة الربّ، ومن المياه التي تمثّل عنف الناس وظلمهم.

~تأمل في النص~

ما هي معايير تحديد الخير والشرّ؟ سؤال نطرحه غالبًا على أنفسنا، ولا نلقى عليه جوابًا، مع انّ الجواب في الكتاب الإلهيّ.الربّ وحده يعرّفنا بما هو خير وبما هو شرّ.والخير المطلق في الكتاب أن تحبّ الآخرين كما أحبّنا المسيح.أن تتفانى كما تفانى.كلّ ما هو خارج المحبّة شرّ.

~الفكرة الرئيسة~

بابل تقلب الخير شرًّا والشرّ خيرًا.هذا أساس أفعالها وعمق فكرها.الربّ يوبّخها على علمها ومعرفتها وحكمتها التي هي في الحقيقة ضلال يوصل إلى الخراب.

~صلاة~

أللهمّ أرشدنا أنت إلى ما هو خير وصلاح، وأبعد عنّا كلّ شرّ فعلًا وقولًا.يصعب علينا التمييز في كثير من الأحيان، ولذا نتوكّل عليك لكي تهدينا أنت بنور كلمتك.

~قرار اليوم~

يوم 113يوم 115

عن هذه الخطة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More

نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/