لماذا نتعرّض لسوء المعاملة؟عينة

الخوف والغيرة

إنَّ التاريخَ البشريَّ حافِلٌ بالأذى الذي يسبّبُه بعضُ الناسِ للآخَرين. وقد يجعل بعضهم حياةَ الآخَرِين صعبةً، سواءٌ بوسائلَ بسيطةٍ أو معقَّدة. يُمكن عمومًا تقسيمُ أنواعِ المعاناةِ التي يُلحِقُها الأشخاصُ بالآخَرِينَ إلى فئتَين: نفسيّة وجسديّة.

يحاول الإيذاء النفسي تدمير معنويات الشخص وقد يشمل ما يلي:السخرية، الافتراء، الترهيب التّهكُّم. أمّا الإيذاء الجسدي فقد يشمل ما يلي: تزوير الهُوِيّة، السَّجن المُجحِف، التحرُّش والاِعتداءُ الجنسيّ، الأذى الجسديّ، القتل.

قصَّةُ نحميا روايةٌ مشوّقةٌ تعطينا لمحةً عن بعض الأسباب التي تجعل الأشخاصَ العاديّين يواجهون بعضَ المشاكل غيرِ الاعتياديّةِ عندَ التعامل مع الآخَرِين. في هذه القصَّة لجأ سنبلّط وطوبيا إلى الاستهزاء والادّعاءات الباطلة، ولم يسخروا من قوّة الأسوار فحسب مؤكّدِينَ أنّ ثعلبًا يمكنُه هدمُها، بل اتّهموا اليهودَ أيضًا بالتآمُرِ ضِدَّ الملك (نحميا 1:4-2 و2:6).ما الذي دفع سنبلّط وأتباعُه إلى معاملة نحميا بهذه الطريقة؟

يمكننا استنتاج سببين على الأقّل:

لقد كانوا خائفين: أشارت عودةُ نحميا وشعبِه إلى أنّه يمكن تغييرُ هيكليّةِ السلطة القائمة آنذاك. وخَشِيَ سنبلّطُ ورجالُه فُقدانَ مكانتِهم في المجتمع.

لقد كانوا غيورين: إنَّ تضامنَ نحميا مع رجاله، وتأييدَ الملك لمهمّتِهم، وسرعتَهم في العمل تُعَدُّ بركاتٍ عظيمة.

الأساليبُ التي عامل بها هؤلاء الرجالُ نحميا ورجالَه أخفَت أسبابَ عداوتهم الحقيقيّة؛ فقد حاولوا إخفاءَ خوفِهم وغيرتِهم وتحيُّزِهم بإطلاق الاِتّهامات الباطلة والاستهزاء.

صلاة

إلهي الحيّ، أنا في حاجة شديدة إليك. خُذ بيدي في مسيري في هذه الغربة، حيث تكثر المطبات والأشواك. إنّي أطلب وجهك. ولتكون يدك معي لتنقذني من شرور الخوف والغيرة. مُرني فأطيعك. فإنّي عالم أنَّك الآمر الأخير، آمين .